Gabatarwa Mai Girma

Abu Macshar Balkhi d. 273 AH
95

Gabatarwa Mai Girma

Nau'ikan

فأما الأول الذي لا يمكننا الإحاطة بعلمه من دلالات الكواكب ولا نعرف الأشياء التي هي تدل عليه أيضا بتلك الحالات فهي دلالات الكواكب على تفصيل الأنواع من الأجناس وتفصيل الأشخاص من الأنواع ومعرفة كل نوع من أنواع الحيوان التي في البر والبحر وكل نوع من النبات والمعادن التي في هذا العالم وكل شخص من أشخاص هذه الأنواع وكل رمل وحصى في الصحارى أو قدر ما ينمو ويزيد كل شخص من الأشخاص في كل يوم فإن هذه كلها لها كميات وكيفيات والكواكب هي الدالة على كمياتها وكيفياتها إلا أنا لا نحيط علما بها ولا بتلك الدلالات التي للكواكب على هذه الأشياء وللأشخاص المفردة الموجودة أشياء ظاهرة من الأفاعيل والكيفيات لا يمكننا معرفة دلائل النجوم عليها ولا فصل ما بينها من الكيفية أيضا وذلك كالإشارة والانتصاب أو الانحناء والاتكاء أو الاضطجاع والقيام أو القعود وما كان من مثل هذه الأفاعيل الجزئيات اللطيفة أو فصل ما بين الكيفيتين إذا كانتا من جنس واحد وهما في شخصين مختلفين وكان الفصل الذي بينهما من تلك الكيفية خفية وذلك كالشخصين اللذين يشتركان في البياض أو في السواد أو في الحمرة أو في الشقرة أو في كبر العينين أو في صغرهما أو في سعة الفم أو في الطول أو في القصر أو في اللين أو في الخشونة أو في الحلاوة أو في المرارة أو في الطيب أو في النتن أو في بعض الكيفيات التي تكون من جنس واحد وهما في شخصين مختلفين وكل واحد من تلك الكيفيات يحد بمثل ما يحد به صاحبه ويكون الفصل الذي بينهما إنما يوجد بلطيف الحس فإن هذا وما كان مثله وإن كانت الكواكب دالة عليها وعلى فصل ما بينهما فإنه من لطيف دلالاتها وغامضة التي لا نعرفها بكنهها ولا حاجة بنا إليه في صناعة الأحكام لأن غرض صاحب هذه الصناعة في علمه غير هذا

وأما الثاني فدلالات الكواكب على نوع واحد أو على عدد ناس أهل مدينة من المدن أو على عدد رمل في موضع معلوم أو على كيل ماء في نهر مفرد أو على عدد حنطة أو شعير في بعض الصحارى أو على مساحة بعض المفاوز الطو يلة العريضة أو كل شيء لها من الكيفيات فهذا وما كان مثله من الأشياء المحدودة الذات والمكان فإنا وإن كنا نعلم الجهة التي منها تدل الكواكب على كمياتها وكيفياتها ونعرف عددها أو كيلها أو مساحتها من دلالاتها فإنا لا نقدر أن نعدها ولا نكيلها ولا نمسحها لصعو بتها علينا وليس لصاحب صناعة علم الأحكام حاجة إلى معرفة هذا وشبهه

Shafi 236