Gabatarwa Mai Girma

Abu Macshar Balkhi d. 273 AH
57

Gabatarwa Mai Girma

Nau'ikan

وأما الثانية فهي المكروه الذي إذا تقدمت معرفة الإنسان به يقدر أن يدفعه عن نفسه بكنهه وإنما يعرف ذلك من مولود الإنسان أو من تحو يل سنيه أو من مسئلة عن حاله وهو كالمرض أو ظفر بعض الأعداء به أو الأخبار المكروهة أو سائر أنواع الشر والمكروه فتقدمة المعرفة به نافعة جدا كما تقدم قولنا فيها لأنه إذا رأى المنجم بتقدمة علمه أنه يهيج ببعض الناس علة من العلل في وقت معلوم من السنة أو من اليوم يمكن دفع مثله بالعلاج أخبره المنجم بذلك فتقدم ذلك الإنسان في العلاج والأدوية بإخراج تلك العلة عن بدنه أو تسكينها فلا تهيج به تلك العلة في ذلك الوقت فقد دفع المنجم عن ذلك الإنسان مكروه تلك العلة بكنهه بإخباره إ ياه أو مثل عدو يخافه الإنسان فيرى بتقدمة معرفته من الصناعة النجومية أنه يريد الهجوم عليه فيتقدم في التحرز قبل هجومه فإذا هجم عليه لم يتأذ به ودفع عنه مكروهه بكنهه

وأما الثالثة من المكروه الذي إذا تقدمت معرفته به قدر أن يدفع عن نفسه بتقدمة العلم به بعضه فهو كالإنسان الذي يخاف بتقدمة علمه النجومي أنه يهيج به علة من علل في بعض الأوقات فيتقدم في العلاج قبل ذلك الوقت فيدفع عن نفسه عند هيجانه أكثر تلك العلة بتقدمة العلاج له وكالإنسان الذي قد علم بتقدمة علمه بالنجوم أن إنسانا ظاهر العداوة له فيتحرز منه بعض التحرز فيدفع بذلك التحرز القليل عن نفسه بعض أذى العدو

وأما الرابعة من المكروه الذي يعلم بتقدمة علمه أنه يكون ثم يزول عنه بعد وقت معلوم فهو كالإنسان الذي يعلم بتقدمة علمه النجومي أنه يمرض أياما معلومة ثم يبرأ أو كالعدو الذي يعلم أنه يظفر به أياما ثم يسلم منه أو كالحبس الذي يصيبه أياما ثم ينجو منه

Shafi 160