البيت الرابع وله ثمانية أسهم أولها سهم الآباء لما كان الأب أقدم من الولد وزحل له الدلالة على القدم والتذكير وما كان هكذا فله الدلالة على الأسباب التي تكون بها الأبوة وكل ولد فإنما يكون سببه الأب والكوكب الدال على أسباب حياة الحيوان إنما هو الشمس ولهذه العلة صار زحل والشمس دليلي الأب ولذلك قالوا سهم الآباء يؤخذ بالنهار من الشمس إلى زحل وبالليل مخالفا ويزاد عليه درجات الطالع ويلقى من الطالع فإن كان زحل تحت الشعاع يؤخذ بالنهار من الشمس إلى المشتري وبالليل من المشتري إلى الشمس ويزاد عليه درجات الطالع ويلقى من الطالع فحيث انتهى فهناك سهم الأب وقال بعض الناس إذا كان زحل تحت الشعاع فإن سهم الآباء يؤخذ بالنهار من المريخ إلى المشتري وبالليل مخالفا ويلقى من الطالع والذي قال هرمس أصوب لأن المشتري على الآباء أدل من المريخ وأيضا فإن كانت دلالة زحل تبطل بكونه تحت الشعاع فإن دلالة الشمس قائمة فينبغي إذا كان زحل تحت الشعاع أن يؤخذ بالنهار من الشمس إلى المشتري وبالليل مخالفا ويلقى ذلك من الطالع كما قال هرمس وهذا السهم يدل على حال الأب وشرفه وجنسه وصاحب بيت السهم يدل على السعادة للأب في ماله أو شقائه فإن كان السهم جيد الحال من الفلك كان الأب شريفا وإن خالف فعلى خلافه وإن كان صاحبه جيد الحال كان سعيدا وإن كان رديء الحال والمكان كان شقيا وإن كان مسعودا دل على طول عمره وإن كان منحوسا دل على قلة عمره وهذا السهم وصاحبه يدلان للمولود على السلطان والجاه والقدر
الثاني سهم موت الآباء سهم موت الآباء يؤخذ بالنهار من زحل إلى المشتري وبالليل مخالفا ويزاد عليه درجات الطالع ويلقى من الطالع وهذا السهم يدل على سبب موت الآباء وأيضا فإنه متى انتهت السنة إلى هذا السهم أو إلى صاحبه دلا على النكبة للأب وكذلك يدل إذا انتهى أحدهما إلى أدلاء الأب
الثالث سهم الأجداد سهم الأجداد يؤخذ بالنهار من صاحب بيت الشمس إلى زحل وبالليل مخالفا ويلقى من الطالع فحيث انتهى فهناك هذا السهم فإن كانت الشمس في بيت نفسها فخذ بالنهار من أول درجة من الأسد إلى زحل وبالليل مخالفا وألقه من الطالع وإن كانت الشمس في بيت زحل فخذ بالنهار من الشمس إلى زحل وبالليل مخالفا وألقه من الطالع ولا تبالي بزحل إن كان تحت الشعاع أو ظاهرا وهذا السهم وصاحبه يدلان على حالات الأجداد فمتى اتصل بالنحوس أصاب الأجداد النكبة ومتى اتصل بالسعود أصابهم الخير والسعادة والسعة من المال الرابع سهم الخيم وهو سهم الأصل والحسب يؤخذ بالنهار من زحل إلى المريخ وبالليل مخالفا ويزاد عليه ما سار عطارد في برجه ويلقى من أول برج عطارد فحيث ينفد فهناك هذا السهم فانظر فإن كان هذا السهم في وتد ينظر إليه بعض مزاعميه أو كانت الشمس أو صاحب وسط السماء أو بعض أرباب الأوتاد ينظر إليه نظر مودة فإن المولود شريف الأصل كريم الحسب غير مطعون في أصله ولا في حسبه وإن كان هذا السهم ساقطا مقارنا للنحوس أو كان مزاعموه وأرباب الأوتاد لا ينظرون إليه فإنه لئيم ساقط في الأصل والحسب
Shafi 862