والحجة الثانية أن الكليات إنما يقال لها كليات بأجزائها والأجزاء ئنما إنما هي أجزاء للكل والشخص الواحد إنما هو جزء من أجزاء كل النوع والنوع إنما هو نوع بالأشخاص المفردة التي تحته فإن كانت الكواكب تدل على النوع فهي أيضا تدل على الشخص الواحد الذي لذلك النوع لأنها إذا دلت على نوع الإنسان الكلي الذي يقال على كل شخص من أشخاص الناس وعلى نوع الفرس الذي يقال على كل واحد من الأفراس فهي أيضا تدل على الأشخاص الوحدانيات التي هي إنسان واحد كسعيد وخالد وفرس واحد وإذا دلت على الأشخاص المفردة فهي تدل إذا على أجزاء تلك الأشخاص التي هي الرأس واليد والرجل وعلى كيفياتها التي هي البياض والسواد وغيرهما من الكيفيات وعلى حالاتها التي هي المرض والصحة والقيام والقعود وسائر الحالات فالكواكب إذا لها الدلالة على الأشخاص المفردة وعلى أجزاء الأشخاص وعلى كيفياتها وحالاتها الكلية والجزئية
الصنف الثالث وأما الصنف الثالث فهم قوم من أهل النظر والجدل ردوا علم أحكام النجوم وقالوا إن الكواكب لا دلالة لها على شيء مما يكون في هذا العالم واحتجوا على ذلك بأن قالوا إن النجوم لا تدل على الممكن فنذكر الآن حجج بعض الأولين الذين دفعوا الممكن ثم نثبت الممكن ثم تبين أن الكواكب تدل على الممكن
إن القوم الذين دفعوا أحكام النجوم لعلة الممكن احتجوا بأن قالوا إن الفيلسوف ذكر أن أحوال الأشياء في العالم ثلاثة واجب كالنار حارة وممتنع كالإنسان يطير وممكن كالإنسان كاتب والنجوم إنما تدل على عنصرين الواجب والممتنع فأما الممكن فإنها لا تدل عليه فصناعة النجوم باطلة
Shafi 110