Gabatarwa Mai Girma

Abu Macshar Balkhi d. 273 AH
32

Gabatarwa Mai Girma

Nau'ikan

فلهذه العلة نرى الغالب على بعض الأشخاص خلطا من الأخلاط ونرى لكل شخص كيفيات وخاصيات ليست لغيره من الأشخاص التي من نوعه وكل الأشخاص الطبيعية إنما تركب من الأركان الأربعة على إحدى جهتين إحداهما من استحالة المواد التي من جنسها فلينفعل منها عند استحالتها شيء آخر وذلك كانفعال الإنسان من النطفة والسنبلة من حبة الحنطة والشجرة من غصن من أغصان الشجر الذي هو من جنسها والأخرى كانفعال بعض الحيوان والنبات والجواهر من الأركان الأربعة لا من شيء آخر مثله وذلك كالأعشاب وكثير من النبات والأشجار فإنها تكون من غير شيء آخر من جنسه والجواهر المعدنية تكون من البخارات المختلفة لا من شيء مثلها وكثير من الحيوان في البر والبحر كالذباب والبق والضفادع والبعوض والديدان وأنواع كثيرة من السمك وحيوان الماء والحيات التي توجد في شجر الخلاف بين اللحاء والخشب وبعض العقارب وخرشة الأرض والحيوان الطيار قد يكون في بعض أوقات السنة من الأركان الأربعة من غير توالد وفي هذه الجهة الثانية الرد على من قال إنه لا يكون شيء ئلا إلا ئلا من شيء من جنسه ودليل على أن ذلك إنما يكون بتقدير العزيز العليم وتدبيره الفصل الخامس في الاحتجاج على تثبيت الأحكام والرد على كل من زعم أن الكواكب لا قوة لحركتها ولا دلالة لها على الأشياء الكائنة في هذا العالم

إن قوما ردوا علم أحكام النجوم وهم عشرة أصناف فأما الصنف الأول فقالوا إن الكواكب لا دلالة لها على شيء مما يكون ويفسد في هذا العالم الذي دون فلك القمر فقلنا إن كل الحكماء يتفقون على أن كل جوهر يتحرك حركة طبيعية فإنه ينفعل عن حركته الطبيعية في غيره من الأشياء المتصلة به بالطبيعة الاستحالات الطبيعية وإذا انفعل عن حركته الطبيعية في غيره من الأشياء المتصلة به بالطبيعة الاستحالات الطبيعية فالمتحرك علة لتلك الاستحالات وهي معلولة منه

والقياس على ذلك ما يوجد من حركة النار فإنه ينفعل عن خاصيتها وحركتها الطبيعة في الأشياء المتصلة بها بالطبيعة الاستحالات الطبيعية أعني الإحراق فالنار علة لحرق الأشياء التي تحترق بها والأشياء المحترقة معلولة منها وأشياء كثيرة موجودة من هذا الجنس فكذلك هذه الأجرام السماوية إذ هي طبيعية الحركة على هذا العالم فإنه ينفعل عن حركتها الطبيعية في هذه الأركان الأربعة المتصلة بها بالطبيعة الاستحالة من بعضها إلى بعض وعند استحالة أحدهما إلى الآخر يكون الكون والفساد بإذن الله فيصير إذا استحالة بعضها إلى بعض والكون والفساد الذي يكون منها معلولا من الأجرام العلوية المتحركة وتكون هي علة لها وحركتها التي للكون هي التي للفساد إلا أنها من جهة الكون محمودة ومن جهة الفساد مذمومة وذلك كالخشب الذي يحترق فيصير فحما فهو وإن فسد عن طبيعة الخشبية بحركة النار فيه فإن بتلك الحركة صار كون الفحم لأن فساد شيء من الأشياء هو كون شيء آخر فلذلك قال عامة قدماء الفلاسفة إنه ينفعل عن حركات الكواكب الطبيعية الدائمة الكون الطبيعي الدائم إلى الوقت الذي يشاء الله ذلك

Shafi 106