وأول ما بدأنا بذكر الصور التي اتفق عليها أوائل أهل فارس والبابليين ومصر ثم ذكرنا بعده ما اجتمع عليه أهل الهند ثم من بعد ذلك الصور الثماني والأربعين التي ذكرها أراطس وبطلميوس الحكيمان وكل صورة مما ذكراه تحيط بعدة كواكب ووجدنا الكواكب منذ زمان بطلميوس إلى زماننا هذا قد سارت درجا كثيرة وبزوال الكواكب عن مواضعها زالت الصور عن محاذاة الوجوه التي كانت فيها في زمان بطلميوس فذكرنا من الصور ما وافق طلوعها مع وجوه البروج في زماننا هذا وهي ألف ومائة وستون للإسكندر وكلما أتت عليها سنون كثيرة ينبغي أن يصح طلوع الصور التي ذكرها بطلميوس في وجوه البروج لذلك الزمان
فأما الصور التي ذكرها أهل الهند وأهل فارس ومصر وغيرهم أنها تطلع في وجوه البروج فإنها لا تزول عن مواضعها لأنهم زعموا أن دلالات تلك الصور والأشياء هي من خاصية دلالة تلك الوجوه وإنما أسماء تلك الصور والأشياء فيها على معنى الاستعارة فأما بعض هذه الصور التي ذكروها فإنها تطلع في الوجه الواحد تاما وبعضها تطلع في وجهين أو في وجوه كثيرة
الحمل فأما الحمل فإن طبيعته نارية مرة صفراء ومذاقته مرة منتصب الخلقة ذو لونين ووجهين زائد النهار على اثنتي عشرة ساعة ناقص المطالع من ثلاثين
Shafi 548