وأما الزهرة فلتضاد برج شرفها لبرج شرف عطارد بطبيعة الزمان ومخالفتها له بالدلالة وإفساد أحدهما دلالة الآخر إذا كانا متوازيين عملنا بها كعملنا بالمريخ في زيادة قدر البعد على مكانها في نصف الحوت فوقع في ثمان وعشرين درجة منه وإذا كانت النحوس أقل درجا من السعود كانت ذاهبة إليها مضرة بها ناقصة عن قواها فأولى الدرج بشرف المريخ الدرجة الثامنة والعشرون من الجدي وأولى الدرج بشرف الزهرة الدرجة السابعة والعشرون من الحوت وإذا كانت الزهرة كذلك كانت قريبة من وتد العاشر وذلك الموضع لدلالتها على السعادة موافق لطبيعتها السعدة ولو نقصنا من مكانها قدر تلك الدرج لصارت في قسمة بيت التلف والموت في الموضع المخالف لطبيعتها
وأما عطارد فإن شرفه في الدرجة الخامسة عشرة من السنبلة لأن بيته وشرفه في برج واحد وإذا كان شرف الكوكب في بيته ففي نصفه أقوى ما يكون وأظهر فعلا كما ذكرنا قبل ولا سيما وهو مقبل فيما يلي الوتد والمشتري غير مفسد له بل هما متفقان ممتزجان لقبول عطارد طبيعة سعادته لأن كل واحد منهما في برج شرفه في مثل درجة صاحبه ولو زدنا على مكانه شيئا من الدرج لقرب من موازاة الزهرة وصار في مكان الزوال
وأما زحل فإنه في تربيع درجة المشتري مفسد لطبيعته والتربيع نصف المقابلة فزدنا ست درجات وهي نصف مقدار البعد على موضع زحل فبلغ إلى الدرجة الحادية والعشرين من الميزان فهناك درجة شرف زحل فصارت درجة شرفه في الوتد الرابع متمكنة متنحية عن درجة تربيع المشتري وعن موازاة درجة شرف الشمس ولو نقصناه منه لصار في موضع الزوال ذاهبا إلى درجتهما مفسدا لهما ولو كان المشتري موازيا لزحل لزدنا على نصف الميزان مقدار البعد كله كما فعلنا بغيره
Shafi 488