فأما قوم من المدعين لعلل علم صناعة الأحكام ممن عمي عليهم معرفة طبائع الأجرام العلوية وحركاتها وعلل الكون والفساد فإنهم اعتلوا في ذلك بأن قالوا إن هذه الكواكب السبعة جعلت في بروج أشرافها في الدرجة المنسوبة إليه بالشرف ومن تلك الدرجة ابتدأت بالحركة في أول ما سارت وكان كل كوكب يسير في كل يوم على قدر سيره الوسط ليوم فمكثت زمانا طو يلا تسير على تلك الحال ثم ربطت إلى النيرين وهما في الأسد والسرطان وكان طول رباطهما على قدر الدرج التي ذكرنا فيما تقدم فصارت درجة شرف الكواكب هي الموضع الذي ابتدأت منه بالحركة في أول كونها وصارت بيوتها على قدر طول رباطها من الشمس والقمر
فأما ما ذكروا من أن علة بيوت الكواكب إنما صارت على قدر طول رباطها من النيرين فقد ذكرنا فساده في الفصل الثاني من هذا القول
Shafi 468