وأما الشمس فإنها بفعلها للأزمنة ولأن التركيبات لا تكون إلا في المواضع التي يعتدل ممرها عليها ولها الدلالة على الحياة العامية فجعلوها سعدة لهذه العلل الثلاث إلا أنها قد تفعل في بعض الأوقات بإفراط الحر والبرد فعل النحوس لأنها إذا سامتت بعض المواضع أحرقتهم وأفسدت حيوانهم ونباتهم كما يوجد من فعلها في مواضع كثيرة من ناحية الجنوب إذا سامتتهم وقد يفسد كثير من المواضع بالبرد إذا تنحت عنهم ولم تنلهم قوة حرها فيهلك هناك حيوانهم ونباتهم من شدة البرد وذلك موجود في كثير من المواضع في ناحية الشمال وربما كانت لبعض المواضع من البعد أو القرب على حال تهلك لقر بها منهم أو لبعدها عنهم بعض الأشياء في بعض أوقات السنة ولا يفعل ذلك في وقت آخر منها وإذا كان ممرها في موضع من المواضع على الاعتدال كان هواؤهم حسن المزاج وكان صيفهم غير مفرط في الحر وشتاؤهم غير مفرط في البرد فجعلوها نحسا بالمقارنة والمقابلة سعدا بالنظر من التثليث والتسديس وممتزجة الحال في السعادة والنحوسة من التربيع وشبهوا مقارنتها للكواكب بمسامتتها للمواضع التي تهلك حيوانها ونباتها من شدة الحر وشبهوا مقابلتها بغاية بعدها عن المواضع التي تتلف حيوانها ونباتها من شدة البرد وشبهوا تربيعها لها بالمواضع التي يفسد بعض حيوانها في وقت من السنة ولا يفسد في وقت آخر منها وشبهوا اعتدال ممرها في المواضع التي لا يفرط حرها ولا بردها بالتسديس والتثليث ولأن الشمس كوكب نهاري فهي بالنهار أو في البروج الذكورة أو في البروج التي لها فيها شهادة أو في المواضع التي يعتدل نظرها إليها تدل على السعادة وإذا كانت في خلاف هذه الحالات والبروج التي ذكرنا أو كانت في المواضع الرديئة دلت على الفساد والمنحسة وهذا الكوكب سعادته أكثر وأقوى وأعم وأشهر من نحوسته
وأما الزهرة فإنها سعدة رطبة معتدلة توافق الرطو بات فإذا كانت في البروج الليلية المؤنثة أو في البروج الرطبة أو في بعض البروج المشاكلة لها أظهرت سعادتها وإذا كانت بالنهار أو في البروج النهارية أو في البروج المذكرة أو في المواضع التي لا حظ لها فيها نقصت من سعادتها فإن كان لها في بعض بيوت الفلك الرديئة شهادة دلت على الفساد والموت وحالها في انتقالها من طبيعتها إلى النحوسية مثل حال المشتري وهذا الكوكب دلالته على السعادة وعلى النعمة والتلذذ أقوى منها على النحوسية
وأما عطارد فإنا ذكرنا طبيعته وإنه سعد وهو يقبل من كل كوكب ومن كل برج طبيعته
Shafi 410