Gabatarwa Mai Girma

Abu Macshar Balkhi d. 273 AH
174

Gabatarwa Mai Girma

Nau'ikan

وأما الشمس فإنها بفعلها للأزمنة ولأن التركيبات لا تكون إلا في المواضع التي يعتدل ممرها عليها ولها الدلالة على الحياة العامية فجعلوها سعدة لهذه العلل الثلاث إلا أنها قد تفعل في بعض الأوقات بإفراط الحر والبرد فعل النحوس لأنها إذا سامتت بعض المواضع أحرقتهم وأفسدت حيوانهم ونباتهم كما يوجد من فعلها في مواضع كثيرة من ناحية الجنوب إذا سامتتهم وقد يفسد كثير من المواضع بالبرد إذا تنحت عنهم ولم تنلهم قوة حرها فيهلك هناك حيوانهم ونباتهم من شدة البرد وذلك موجود في كثير من المواضع في ناحية الشمال وربما كانت لبعض المواضع من البعد أو القرب على حال تهلك لقر بها منهم أو لبعدها عنهم بعض الأشياء في بعض أوقات السنة ولا يفعل ذلك في وقت آخر منها وإذا كان ممرها في موضع من المواضع على الاعتدال كان هواؤهم حسن المزاج وكان صيفهم غير مفرط في الحر وشتاؤهم غير مفرط في البرد فجعلوها نحسا بالمقارنة والمقابلة سعدا بالنظر من التثليث والتسديس وممتزجة الحال في السعادة والنحوسة من التربيع وشبهوا مقارنتها للكواكب بمسامتتها للمواضع التي تهلك حيوانها ونباتها من شدة الحر وشبهوا مقابلتها بغاية بعدها عن المواضع التي تتلف حيوانها ونباتها من شدة البرد وشبهوا تربيعها لها بالمواضع التي يفسد بعض حيوانها في وقت من السنة ولا يفسد في وقت آخر منها وشبهوا اعتدال ممرها في المواضع التي لا يفرط حرها ولا بردها بالتسديس والتثليث ولأن الشمس كوكب نهاري فهي بالنهار أو في البروج الذكورة أو في البروج التي لها فيها شهادة أو في المواضع التي يعتدل نظرها إليها تدل على السعادة وإذا كانت في خلاف هذه الحالات والبروج التي ذكرنا أو كانت في المواضع الرديئة دلت على الفساد والمنحسة وهذا الكوكب سعادته أكثر وأقوى وأعم وأشهر من نحوسته

وأما الزهرة فإنها سعدة رطبة معتدلة توافق الرطو بات فإذا كانت في البروج الليلية المؤنثة أو في البروج الرطبة أو في بعض البروج المشاكلة لها أظهرت سعادتها وإذا كانت بالنهار أو في البروج النهارية أو في البروج المذكرة أو في المواضع التي لا حظ لها فيها نقصت من سعادتها فإن كان لها في بعض بيوت الفلك الرديئة شهادة دلت على الفساد والموت وحالها في انتقالها من طبيعتها إلى النحوسية مثل حال المشتري وهذا الكوكب دلالته على السعادة وعلى النعمة والتلذذ أقوى منها على النحوسية

وأما عطارد فإنا ذكرنا طبيعته وإنه سعد وهو يقبل من كل كوكب ومن كل برج طبيعته

Shafi 410