وخلال شهر تشرين الثاني ألغيت مستشارية الأمور الشرعية، وأضاف رئيس المستشارين إلى نفسه لقب المستشار الملكي وعين شكري بك شعشاشة وكيلا للمستشار المالي.
وفي بداية شهر شباط 1922 حضر من دمشق أحمد حلمي بك وعين مستشارا للمالية.
وفي أوائل شهر آذار 1922 وصل رضا الركابي وألف حكومته الأولى بتاريخ 12 آذار 1922 و14 رجب 1340 بعنوان رئيس المستشارين وعين الرئيس السابق مظهر بك رسلان مستشارا ملكيا، وبقي كل من نائب العشائر والمستشار المالي في منصبه.
وفي أوائل شهر أيار 1922 وصل إبراهيم بك هاشم وعين مستشارا للعدلية، ثم جاء الشيخ سعيد أفندي الكرمي خلال شهر آب 1922 وعين قاضيا للقضاة.
إلى لندن
وفي يوم الثلاثاء المصادف 3 تشرين الأول 1922 و12 صفر 1341 سافرت وبمعيتي الركابي باشا إلى أوربا؛ وقد عدت تاركا الرئيس هناك، فوصلت عمان في أوائل كانون الثاني 1923- 14 جمادى الأولى 1341 وفي اليوم التالي ألقيت على الوفود البيان التالي:
ليس من عادتي كتابة خطاباتي ثم تلاوتها، ولكن في سوء تصرف الرواة وتحريف بعضهم للقول وأهمية الموضوع ما يحملني على ما ترون؛ ولذلك أتلو عليكم ما سيأتي:
لا شك في أنكم تتطلعون إلى ما ستسمعونه عن رحلتي المعلومة، وأنتم محقون في ذلك وعليه أقول: اعلموا أن هذه الرحلة كانت لصالحكم وأنها والحمد لله فيها كل ما هو مطابق لمصالحكم ورغائبكم، خصوصا أمر استقلال منطقتكم، فإنه الجزء المهم من سلسلة التشبثات التي ستطلعون على تفاصيلها إن شاء الله تعالى، بعد قدوم دولة رئيس المستشارين المتخلف لإنهاء هذه الأغراض.
وعلاوة على هذا أقول لكم إنني رجعت وكلي رجاء في الوصول بمشيئة الله إلى النتيجة الحسنة فيما رمت إليه النهضة العربية المستندة إلى الآمال القومية، وإنني كما قلت للجموع في موقفي هذا عند قدومي إلى هذه المنطقة كما تتذكرون، من أنه لو كانت لي سبعون نفسا فقدتها كلها في سبيل القومية والوطن لما رأيتني قمت بالواجب.
ولكن لخدمة الوطن وجوها ولكل وجه سبب، وأفضل تلك الوجوه الآن وفي كل آن، أسلمها عاقبة وأقلها ضررا. ومع أنني عالم بثقل لوازم الوطن ومقتضياته ومتاعب الوصول إلى غاياته، أقول إن كل هذه الصعاب ستذلل إن شاء الله بالحكمة القومية والتعقل العبقري اللذين ورثتموهما عن آبائكم مع الاتكال على الله تعالى في كل الأحوال.
Shafi da ba'a sani ba