آية على نبوة محمد ﷺ، وصدقه فيما جاء به من التشريع، وأن قصة يوسف، ونحوها مما نزل به الوحي مستقى من المشكاة التي أخذ منها الأنبياء، فليس حديثًا مفترى، ولكنه تصديق لما بين يديه من كتب المرسلين، وتفصيل لما يحتاج إليه المكلفون من التشريع في معاشهم ومعادهم، وجماع الهداية والرحمة لمن كان له قلب، أو ألقى السمع وهو شهيد.
أفيمكن أن تكون هذه القيادة الرشيدة بهذا التشريع المستقيم من إنسان أميّ عاش في أمة أمية من عند نفسه دون وحي من الله!؟ كلا إنَها العناية الربانيَّة، والرسالة الحقّة، والوحي الصادق المبين، نزل به الروح الأمين، على قلب محمد، ﷺ، ليكون رحمة للعالمين.
﴿لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ [يوسف: ١١١]
أما الثاني: فإن في تفاصيل قصة يوسف، ﵊، كثيرًا من الأسرار، والعجائب التي يعد بها الله رسله، ويهيئ بها أنبياءه لقيادة الأمم، من أخلاق سامية، وآداب عالية،
1 / 70