وضحك، ولم أر شفتيه أو أسنانه من تحت القناع الأبيض، ولكني سمعت ضحكته؛ ضحكة قصيرة تنم عن السخرية.
وسكت، وأخذ يعبث بأصابعه في بطن الرجل باحثا عن المصران الغليظ، وقال بعد لحظة وهو يمسك المصران بالملقط: لا فائدة من بتره؛ لقد أكله السرطان وانتشر في الغشاء البريتوني. ونظرت إلى وجه الرجل النائم وأحسست بسكين حاد يمزق صدري، فأطرقت إلى الأرض لأبتلع دموعي في صمت.
وسمعته يضحك ويقول: ألم تتعودي بعد على هذه الآلام؟ - أنا لا أتعود أبدا على هذه الآلام.
ونظر إلي وسكت. وبدأنا نغلق بطن المريض في صمت، وفجأة سمعته يقول: هل تعرفين فيم أفكر؟ - لا. - أفكر فيك.
ضغط على حروف الكلمات وثبت عينيه، فلم أطرق إلى الأرض ودققت النظر في عينيه. •••
نظر إلي نظرة طويلة حاول أن يودع فيها كل معاني الرغبة للمرأة.
وقال: المرأة بعد أن تتزوج تصبح أكثر حرية من الفتاة العذراء.
ونظرت إليه في غضب قائلة: إن حريتي لا أستمدها من خلايا ضعيفة من خلايا جسدي، وإن قيودي لا تنبع من خوف على عذرية واهية تمزقها خبطة عشواء وتوصلها غرز العلم. قيودي أضعها بنفسي حين أريد القيود، وحريتي أمارسها بإرادتي كما أفهم الحرية.
ونظر إلي نظرة خبيثة وقال: ولماذا إذا تخافين؟ - من أي شيء؟ - مني؟ - أنت؟!
ما الذي يريده مني؟ أو ما الذي أريده منه؟ لا أدري، ولكني أريد أن أعرف شيئا؛ عن الرجل، أو عن نفسي؛ شيئا لا زال غامضا. •••
Shafi da ba'a sani ba