123

Tunanin Matasa

مذكرات الشباب

Nau'ikan

والطليان أنفسهم! يا حفيظ! ... أول أيامي في إيطاليا حدثني أحدهم وجاء في الحديث أن وصف بلاده وعظيم ما فيها من جمال ... وكانت كلمته الختامية: ... إيطاليا جميلة ولكن يجب تغيير الطليان! ... إنه لمحق وايم الله.

إنهم حقيقة لخنازير، يجيء ركاب الدرجة الثانية إلى الأولى فإذا اراد الكمسارى أن يأخذ منهم الفرق سبوه وصاحوا في وجهه، ثم يرضونه أخيرا بجرعة «كيانتي» فيقبلها مسرورا وينصرف.

ومكتوب في العربات: «البصق على الأرض ممنوع»؛ ذلك أن الشركة تعرف مواطنيها ومبلغ نظافتهم، والمحطات الصغيرة يظهر فيها من حين لحين جماعة من الفلاحين الفقراء والبؤس يبين على وجوههم وفي ملابسهم، وتكاد تلمسه في هواء هذه البلاد الجنوبية، وأخيرا ها أنا ذا وصلت إلى مصر هذه الليلة.

الفصل التاسع

في مصر

كانت الساعة الثالثة من صباح يوم الأربعاء 2 أغسطس سنة 1911، حين استيقظت أنا وصاحبي الذي معي في غرفة الباخرة، وبعد أن تبادلنا كلمات قليلة قمنا فصعدنا معا فوق ظهر المركب على أمل أن نرى تباشير شواطئ بورسعيد عند الأفق، ولقد وجدنا بعض أشخاص من الركاب سبقونا ولا يزالون لابسين (بيجاماتهم)، وكلهم قد حدد نظره إلى الجهة التي تسير نحوها المركب، ولكنا لم نر بعد إلا نورا بعيدا ضئيلا لا يكاد يتميز، وكلما تقدم الوقت بهت لون السماء وابتدأ يتسرب وسط ظلمتها خيوط من ضوء الصباح فتمحو نجومها والأفق هناك لا يزال قائما.

صاحبي في الغرفة إيطالي من مستخدمي الحكومة المصرية، وهو على ما أخبرني رئيس مصلحة الطب البيطري في بعض الجهات ويتقاضى مرتبا أربعين جنيها.

وأكبر آماله أن يجيء يوم يكون قد وفر فيه مبلغا طائلا من المال ليرجع فيعيش في إيطاليا بلده ومسقط رأسه، ولقد قال لي: وبالرغم من أني أحب مصر كثيرا فلا أستطيع أن أوطن نفسي على فكرة العيش فيها دائما، بل أحس بشيء يدفعني لأن أرجع لميلانو متى توفرت عندي أسباب الرفاهية واستطعت أن أعيش من دخل ممتلكاتي، وأرجو أن لا يكون ذلك بعيدا.

ابتدأ الشاطئ يتميز قليلا، امتلأ ظهر الباخرة بالركاب الذين تناولوا لقمة الصباح وجهزوا أنفسهم للنزول، فلما دخلنا المينا هبطت حركة الآلات في الباخرة حين اقترب منا قارب (السائق

le Pilote ) وحوالي الساعة السادسة رسونا.

Shafi da ba'a sani ba