أي عزيزي الأسطى: إن أمة حوذيتها مثلك لجديرة بأن «تركض» ركضا، و«تربع» إلى مطامعها لا تلوي على شيء في الطريق.
إني لفي غاية الشوق إلى كتابك، فهيا و«حضر» الملازم بسرعة فينتفع الجمهور، وأنا في انتظارك فلا تتأخر علي.
فكري أباظة المحامي
حاشية: طيه «اللي فيه القسمة» أرجو قبوله مساعدة في الطبع.
فكري
وصلني المبلغ، قدها وقدود يا سي فكري، مش جايب الكرم من بره، والعرق دساس يا أستاذ.
محسوبك حنفي
المذكرة الأولى
لم يكن الأدب أو صنعة الكتابة قاصرة يوما ما على طبقة دون غيرها، فلا تظن أيها القارئ أو يتسرب إلى ذهنك الشريف ساعة ترى إمضائي تحت هذه المقالة أن أديبا تعدى الحد فتنكر تحت نمرة موهومة، ورخصة غير موجودة، فتبوأ مقعد سياسة البهائم، وابتدأ يروي للقراء ما مر عليه وهو جالس على كرسيه مفتوح العين لما هو أمامه، منصتا بأذنه إلى ما يدور داخل العربة، مشاهدا في توصيلاته المختلفة غرائب الغرائز ومتباين الأخلاق.
صحيح أني نشأت في وسط كله عربات وخيول «بلدي ومسكوفي» وجو لا تسمع فيه إلا طرقعة الكرابيج وإصلاح «الحداوي»، ولكن ذلك لم يمنعني أن أنشأ ميالا إلى الأدب والكتابة والمطالعة وقراءة الأخبار السياسية، فلا أنسى أن أبتاع مع شعير البهائم وبرسيمها جرائد المساء، بل أكثر من ذلك أيها القارئ، طالما فاتني في كثير من الأوقات زباين سقع لانشغالي بالسياسة والأدب في الموقف، بينما رفاقي عيونهم متطلعة تصطاد الزبون من آخر الشارع.
Shafi da ba'a sani ba