لهذا القصد، وبهذه الروح، أنشر هذه المذكرات، وقد دونت فصولها، بعضها في حينها وبعضها بعد وقوع حوادثها، وهي في مجموعها تشتمل على مشاهداتي وخواطري حتى نهاية العام الماضي (1951).
أما المستقبل فلا يعلمه إلا علام الغيوب، وخواطري ومشاهداتي عنه مرهونة بمشيئة الله.
عبد الرحمن الرافعي
أول فبراير سنة 1952
النشأة الأولى
ولدت يوم 8 فبراير سنة 1889 بالقاهرة بمنزل جدي لأمي المرحوم الشيخ محمود رضوان، بعطفة أبو داود رقم 2 بشارع درب الحصر (قسم الخليفة). (1) والدتي
هي السيدة حميدة، كريمة الشيخ محمود رضوان، من صميم أهل القاهرة، كان كاتبا بدائرة الحلمية،
1
وقد خدم رحمه الله هذه الدائرة وكان موضع ثقة القائمين عليها لصدقه وأمانته. وعندما أنشأت الأميرة مهوش قادن وقفها أدخلته ضمن مستحقيه، هو وذريته من بعده. ولما توفي خلفه في وظيفته نجله حسن أفندي المعايرجي (خالي) الذي صار رئيسا لكتبة هذه الدائرة، وكان أيضا رجلا مشهورا بالتقوى والصدق والأمانة، وسمي المعايرجي؛ لأن جده الشيخ رضوان أحمد كان يشغل وظيفة معايرجي دار الضرب بالقلعة.
فوالدتي مصرية صميمة، وقد توفيت في 21 يوليو سنة 1893 غير متجاوزة الخامسة والثلاثين من العمر، إثر التهاب رحمي بريتوني أصابها عقب الولادة، وكنت لا أزال طفلا؛ إذ كانت سني لا تزيد على أربع سنوات وبضعة أشهر.
Shafi da ba'a sani ba