فلكل هذه الأسباب يعلن الموقعون على هذا اشتراكهم مع سائر طبقات الأمة المصرية في الاحتجاج على تشكيل الوزارة الجديدة.
وقد وقع هذا البيان من رجال الدين المسيحي: القمص باسيليوس إبراهيم وكيل البطريركية، والقمص بطرس عوض الله رئيس الكنيسة البطريركية، والقمص سيداروس غالي نائب رئيس المجلس العام وعضو المجلس الروحي، والقمص سلامة منصور رئيس المجلس الأعلى الملي الفرعي، والقمص مرقص سرجيوس، والقمص عبد المسيح ميخائيل رئيس كنيسة الفجالة.
ومن قادة الرأي وأعضاء الوفد: سينوت بك حنا، ويصا بك واصف، فهمي بك حنا ويصا، أمين بك خياط، شكري بك بطرس، سامي أخنوخ فانوس، إبراهيم تكلا، وليم مكرم عبيد، راغب إسكندر، عزيز مشرقي، الدكتور إبراهيم فهمي المنياوي باشا، الدكتور نجيب إسكندر باشا.
وإلى جانب ذلك، فقد عقد اجتماع كبير في الكنيسة المرقصية الكبرى برئاسة القمص باسيلوس وكيل البطريركية ... وقد تناوب فيه الخطباء محتجين على قبول وهبة باشا تشكيل الوزارة، ومعبرين عن تضامنهم مع إخوانهم المسلمين. وقد أرسل المجتمعون برقية إلى وهبة باشا محتجين على قبوله الوزارة، «إذ هو قبول للحماية ولمناقشة لجنة ملنر، وهذا يخالف ما أجمعت عليه الأمة المصرية من طلب الاستقلال التام ومقاطعة اللجنة».
وفي صباح يوم الاثنين 15 ديسمبر 1919، نشرت الصحف نبأ محاولة اغتيال رئيس الوزراء؛ حيث قام بهذه المحاولة شاب وطني من أقباط مصر يدعى «عريان أفندي يوسف» بمدرسة الطب ، بإطلاق أربع رصاصات من مسدس بيده على سيارة رئيس الوزراء في ميدان سوارس، وقد تحطم زجاج السيارة، ونجا رئيس الوزراء.
لجنة الوفد للسيدات
كنت قد سافرت إلى مدينة الأقصر خلال تلك الفترة التي تم فيها تشكيل لجنة الوفد المركزية للسيدات. وقد تم كل شيء وأنا بعيدة عن القاهرة، إلى أن وصلتني رسالة من السيدة أستر فهمي ويصا، تخبرني فيها بأن السيدات قد اجتمعن في الكنيسة المرقصية الكبرى يوم الخميس 8 يناير 1920. وقد نجحت عملية الانتخاب نجاحا باهرا، وأسفرت النتيجة عن انتخاب السيدات: حرم شعراوي باشا (139 صوتا)، حرم فهمي بك (102 صوت)، حرم عمر باشا سلطان (100 صوت)، حرم رياض باشا (98 صوتا)، حرم حجازي بك (75 صوتا)، الآنسة فكرية حسني (68 صوتا)، حرم أحمد بك أبو أصبح (65 صوتا)، حرم مقاري بك (63 صوتا)، حرم علوي باشا (52 صوتا)، حرم رفيق بك فتحي (50 صوتا)، حرم مجيب بك فتحي (50 صوتا)، حرم تكلا باشا (38 صوتا)، حرم الدكتور أحمد عزت (38 صوتا)، حرم أحمد أفندي شاكر (33 صوتا)، حرم ويصا واصف أفندي (23 صوتا).
وقالت السيدة أستر فهمي ويصا في رسالتها: «ويغلب على ظني أن أغلبية تلك السيدات مناسبة، ومرسل لك الاحتجاج من نسختين للتوقيع عليهما بصفتك الرئيسة وردهما بالتالي ... ونرجو أن يصلا برجوع البريد للأهمية.»
وقد نص قانون لجنة الوفد المركزية للسيدات المصريات على أن «مهمة هذه اللجنة مساعدة اللجنة المركزية للوفد المصري في تبليغ الوفد المصري أماني السيدات المصريات والسعي بكل ما يمكنها (أي لجنة السيدات) لاستمرار المطالبة باستقلال مصر استقلالا تاما ... وأن تقوم هذه اللجنة ما دام العمل الذي انتدب الوفد لأجله قائما ... وتصدر القرارات بأغلبية الآراء، وإذا تساوت يرجح رأي الفريق الذي فيه الرئيسة».
ولم يكد يعلن عن قيام لجنة الوفد المركزية للسيدات، حتى انهالت علينا التوكيلات الصادرة من المواطنات في القاهرة والأقاليم، مؤكدة أن «للجنة المذكورة أن تمثل أمام جميع الهيئات». كما تلقيت رسالة من السيدة حرم عبد السلام فهمي جمعة باشا رئيسة اتحاد ترقي المرأة المصرية بطنطا، تقول فيها: «ولما كان مفروضا على كل مصرية أن تؤدي الواجب نحو بلادها، رأينا أن نكاتب حضرتكم لتتكرموا بإرسال صورة من التوكيل المعطى للجنة للتوقيع عليه من السيدات هنا حتى تكون الفائدة أعم والصوت أقوى.»
Shafi da ba'a sani ba