يتألف مجلس الإدارة من عشرين عضوا ينتخبن بواسطة الجمعية العمومية ومن بين أعضائها المشتركات.
وبعد ذلك تأتي المواد الإدارية والتنظيمية.
مؤتمر روما
ونعود بعد ذلك إلى اشتراكنا في المؤتمر الدولي الذي عقد في روما في مارس 1923، فعندما وصلنا إلى روما، وجدناها تغص بمندوبات الدول الست والثلاثين التي اشتركت في هذا المؤتمر ، وكانت كل دولة قد أوفدت أكثر من عشرين مندوبة عدا الصحافيات والصحافيين والوافدات لمشاهدة المؤتمر.
وأذكر بهذه المناسبة أننا عندما ذهبنا إلى المؤتمر، وجدنا أعلام الدول ترفرف في قاعة الاجتماع، ولم نكن قد استعددنا لذلك لعدم معرفتنا ببروتوكول المؤتمرات، ولذلك فقد طلبنا من طلاب البعثة المصرية هناك تجهيز علم مصري يتعانق فيه الهلال والصليب، وقد صنعوه أكبر حجما من كل الأعلام الموجودة، فلما لفت نظرهم ذلك، قالوا: إن مصر أعرق الأمم ويجب أن يكون علمها أكبر الأعلام، وعندما قدمت العلم المصري لرئيسة المؤتمر، نقلت لها وجهة نظر أبنائها الطلبة، فتبسمت، ولما فتحنا أمامها العلم ورأت عليه الصليب يعانق الهلال، تأثرت تأثرا عظيما، وأمرت بوضعه على يسار المنصة معادلا للعلم الإيطالي الذي كان إلى اليمين فشغل بذلك الموقع الممتاز بعد علم الدولة المنعقد المؤتمر بأرضها، وقدمتنا للمؤتمر تقديما فيه كل التقدير والإعجاب، وكان ذلك أكبر عامل في إزالة الفكرة التي شابت حركتنا الوطنية بوصفها بالتعصب الديني.
وما كدنا نندمج في المؤتمر، حتى لمسنا عن كثب أثر المرأة الأوروبية في نهضة الغرب. ومن ناحية أخرى، فإن وفدنا رغم أنه كان أقل الوفود عددا، إلا أنه أحدث تأثيرا كبيرا ولقي ترحيبا عظيما؛ لأنه ظهر أمامهن بمظهر أرقى مما كن ينتظرن، فصرن يسألننا في فضول وإلحاح إن كنا حقا مصريات وكلما أكدن لهن ذلك شاهدنا علامات الدهشة على وجوههن كأنما كانت المرأة المصرية المحجبة مطبوعة في مخيلتهن بطابع الجهل والهمجية، ولكن سرعان ما تغيرت تلك الفكرة في أذهانهن عندما رأيننا نؤدي رسالتنا على الوجه الأكمل، تلك الرسالة التي رحبن بها وعضدنها ودعوننا للانخراط في سلك الاتحاد النسائي الدولي كفرع منه يمثل مصر، فإنه مبحث جمعيتنا منذ ذلك الحين في عضوية هذه الهيئة النسائية الدولية، وأصبح اتحادا ذا صفة دولية وصفة قومية، معترفا به في مصر والخارج. وقد أخذنا على أنفسنا عهدا أن نحذو حذو نساء أوروبا في النهوض بنسائنا لنصل ببلادنا إلى المكان اللائق بها بين الأمم الراقية مهما كلفنا ذلك، وأن نؤدي بأمانة وإخلاص الخدمات الاجتماعية والإنسانية التي يتطلبها برنامج الاتحاد النسائي الدولي، ورجعنا بحمد الله مرفوعات الرءوس، معتقدات أننا قد أدينا خدمة جليلة لوطننا ولجنسنا بما قمنا به من دعاية طيبة وسط ذلك الجمع الحاشد من مندوبات الدول الست والثلاثين المشتركة في المؤتمر.
ولقد اندمجت جمعيتنا في الاتحاد النسائي الدولي على أساس المطالبة بحقوق المرأة السياسية والمدنية لتخويلها حق الانتخاب، وللعمل على نشر مبادئ السلام وتوطيد دعائمه، فأصبحت جهود المرأة المصرية عالمية لا محلية فقط، وهذا نصر كبير لبنات القرن العشرين في مصر.
لقد أخطأ الكثيرون فهم المبدأ الأساسي للاتحاد النسائي بشأن المطالبة بالمساواة في الحقوق السياسية للمرأة، فقد توهموا أن غرضها من الحصول على حريتها ومساواتها بالرجل في الحقوق هو الوصول إلى السفور ومزاحمة الرجل في مبادئ السياسة والعمل، مما أدى إلى تذمر بعض الرجال، والحقيقة أن مطالبة المرأة بحقها السياسي ليس معناه التدخل في الأمور السياسية والحزبية المحضة، بل للحصول على حقها في التشريع والتنفيذ حتى يمكنها المساهمة في علاج الأحوال الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وبخاصة ما كان منها متصلا بشئون المرأة والطفل، وكان سفورها من الوسائل اللازمة للحصول على هذا الحق لا حبا في السفور كوسيلة للتبرج، ولا سيما إلى مزاحمة الرجل كما اتهمت بذلك زورا وبهتانا.
حقوق المرأة المصرية
وكنت قد ألقيت خطابا في المؤتمر النسائي الذي يمثل مصر، وقد يكون من الأفضل أن أسجل هنا هذا الخطاب لتتضح أبعاد الصورة أمام كل الأعين، وهذا هو نص خطابي في المؤتمر:
Shafi da ba'a sani ba