فصل في فضل المغرب
وقد جاء في فضل المغرب غير حديث، فمن ذلك ما حدثني الفقيه الإمام المتقن المتفنن، أبو عبد الله محمد بن أبي الفضل الشيباني سماعًا عليه بمكة في شهر رمضان من سنة ٦٢٠ قال: حدثني المؤيد بن عبد الله الطوسي قراءة عليه بنيسابور قال: حدثنا الإمام كمال الدين محمد بن أحمد بن صاعد القراوي قراءة عليه قال: حدثنا ابن عبد الغافر الفارسي، حدثنا محمد بن عيسى بن عَمْرَوَيْه الجلودي، حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن سفيان، حدثنا أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري١ قال: حدثنا يحيى بن يحيى عن هشام بن بشر الواسطي عن داود بن أبي هند بن أبي عثمان النهدي عن سعد بن أبي وقاص٢ أن رسول الله ﷺ قال: "لا يزال أهل المغرب ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خذلهم، حتى تقوم الساعة".
ومن فضل الأندلس أنه لم يذكر قط أحد على منابرها من السلف إلا بخير.
وما زالت الولاة بالأندلس تليها من قبل بني أمية أو من قبل من يقيمونه بالقيروان أو بمصر، فلما اضطرب أمرهم في سنة ١٢٦هـ بقتل الوليد بن يزيد بن عبد الملك٣، اشتغلوا عن مراعاة أقاصي البلاد، ووقع الاضطراب بإفريقية والاختلاف بالأندلس أيضًا بين القبائل، ثم اتفقوا بالأندلس على تقديم قرشي يجمع
_________
١- هو أبو الحسين، مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري: حافظ، من أئمة المحدثين. ولد بنيسابور، وتوفي فيها سنة ٢٦١هـ/٨٧٥م. من آثاره: "الجامع الصحيح" في الحديث. "الأعلام، الزركلي: ٢٢١/٧".
٢- هو أبو إسحاق، سعد بن أبي وقاص القرشي الزهري: صحابي، أمير، وأحد الستة الذين اختارهم عمر للشورى، وأحد العشرة المبشرين بالجنة. توفي سنة ٥٥هـ/٦٧٥م. "الأعلام، الزركلي: ٨٧/٣"
٣- هو أبو العباس، الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان: من خلفاء الدولة الأموية في الشام. توفي سنة ١٢٦هـ/ ٧٤٤م. "الأعلام، الزركلي: ١٢٢/٨".
1 / 21