إلى موضعه الآن -وكان مُلْتَصِقًا بالبيت-، وكَم لَهُ مِنْ سابقةٍ ولاحِقةٍ، ونَزَل القرآن بموافقته في عِدَّةِ مواضع.
رُوِيَ لهُ عن النبي ﷺ خمسمائة حديث ونيِّف، اتفق الشيخان منها على ستةٍ وعِشرين حديثًا، وانفرد البخاري بأربعةٍ وثلائين، ومسلم بأحد وعشرين. ولِيَ الخِلافة عشر سنين ونصف، واستُشْهِدَ يومَ الأربعاء لأربع بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين من الهجرة، وهو ابن ثلاث وستين سنة -على الصحيح-، وغَسَّلهُ ابنهُ الزاهد: عبد الله، وكَفَّنَهُ في ثوبين سحولِيَّين، وصلّى عليه: صُهيب، ودُفِنَ في الحجرة النبوية على ساكنها محمد رسول الله أفضلُ الصلاة والسلام.
قَتَلَهُ أبو لؤلؤة فيروز النصراني -قاتلهُ الله تعالى- (١).
وترجمتهُ مبسوطةٌ في "شَرْحِي للعُمدَة"، وَذَكرتُ فيها أن في الرواة عمر بن الخطاب ستةٌ سواه (٢)، نعم؛ هوَ فَرْدٌ في الصحابة -رضوان الله تعالى عنهم أجمعين- (٣).
* * *
وأَمَّا البخاري -مُخَرِّجُ الحديث- فهو: أميرُ المؤمنين أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بَزدِزْبه -بفتح الباء وإسكان
_________
(١) والمشهور أنه مجوسي. انظر: "الإعلام بفوائد عمدة الأحكام" للمؤلف (١/ ١٤٣).
(٢) "الإعلام" (١/ ١٤٥). وانظر: "المتفق والمُفْترق" للخطيب (٣/ ١٦٠٠ - ١٦٠٣).
(٣) انظر: "الإعلام" (١/ ١٣٩ - ١٤٦).
وانظر في ترجمة الفاروق ﵁ "الاستيعاب" (٢/ ٤٥٠)، و"أُسد الغابة" (٤/ ١٤٥). وأوسع ما كُتِبَ في سيرته: "محض الصواب في فضائل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب" للعلامة يوسف بن عبد الهادي الحنبلي (٩٠٩ هـ) وهو مطبوع.
1 / 75