ثمَّ قال: "هذا حديث مشهور" (١).
ثُمَّ رواه من حديث ابن مسعود مرفوعًا: "نضَّرَ الله امرأً سَمِعَ مِنَّا حديثًا فأَدَّاهُ عَنَّا كمَا سَمِعَهُ، فَرُبَّ مُبَلَّغ أوعى مِنْ سامِع". ثمَّ قال: "هذا حديث صحيح مشهور، ورواته ثقات" (٢).
وفي روايةٍ: "نَضَّرَ اللهُ رَجُلًا سَمِعَ مِنَّا كلِمَةً فبَلَّغَها كمَا سَمِعَها، قربَّ مُبَلَّغٍ أَوْعَى مِن سامِعٍ". ثمَّ قال: "هذا حديثٌ صحيح" (٣).
فائدةٌ: نَضَّرَ -بتخفيف الضاد وتشديدها- من النَّضَارة، وهي في الأصل: حُسْنُ الوجه والبريق.
ورجَّحَ بعضهم التخفيف، لكن التشديد أكثر -كما قاله النووي-، ومعناه: "حسَّنَهُ وجَمَّلهُ" (٤).
_________
= فحقوقُ الرعاة: مناصَحتهم، وحقوق الرَّعيَّة: لزوم جماعتهم، فإنَ مصلحتهم لا تَتِمُّ إلَّا باجتِماعهم، وهم لا يَجْتَمِعون على ضَلالة، بل مصلحة دينهم ودنياهم في اجتماعهم واعتصامهم بحبل الله جميعًا. فهذه الخِصال تجمع أصول الدين" اهـ.
وقال الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب ﵀ (ت: ١٢٠٦ هـ): " ... لم يقَغ خَلَلٌ في دين الناسِ ودُنياهُم إلَّا بسبب الإخلال بهذه الثلاث أو بعضها" أهـ "مسائل الجاهلية" (١/ ٣٣٦ ضمن مؤلفات الشيخ).
(١) رواه الجورقاني في الأباطيل والمناكير (١/ ١٠٠ رقم ٩٤)، وأبو عمرو بن المديني في جزئه في هذا الحديث (٥٠ رقم ٤٠)، وابن عبد البر في "الجامع" (١/ ١٨٧ رقم ١٩٨، ١٩٩) بهذا اللفظ. وللحديث طرق عن أنس ﵀ وهو حديث حسن كما قال الجورقاني.
تنبيه: رِوَاية الجورقاني له في كتابه "الأباطيل" من باب إيراد الأحاديث الصحيحة بعد الضعيفة والباطلة لبيان خلافها لها، وهذا منهجه في كتابه.
(٢) "الأباطيل والمناكير" (١/ ١٠١) وليس فيه: "صحيح".
(٣) "الأباطيل والمناكير" (١/ ١٠٤).
فائدة: هذا الحديث متواتر، وقد رواه جمعٌ من الصحابة، وفي تخريجه عدة رسائل مطبوعة.
(٤) "الأربعون" (٩٠) باب ضبط المُشْكِلات.
1 / 69