ثمَّ ذَكَرَ المُصَنِّف مستندًا في جمعِها، وأنه ليسَ مُسْتَنَدُ ذلك الحديثُ السابق، وإن كانوا أجمعوا على العمل بالضعيف في فضائل الأعمال، وليسَ هو اختراع عبادَةٍ كما استُشْكِلَ، وإنما هوَ رجاءُ فَضْلِهِ بأَمَارةٍ ضَعيفةِ (١)، وقد وَرَدَ في بعضَ الأحاديث: "مَنْ بَلَغَهُ عني ثواب فعمِلَهُ كان له أجرهُ وإن لم أكن قُلتُهُ" أو كَمَا قال (٢).
وحديث: "لِيُبَلّغِ الشَّاهِدُ مِنْكُم الغائب" أخرجه الشيخان في "صحيحيهما" في خطبة حجة الوداع (٣)، ولهُ طُرقٌ كثيرة ذَكَرَها ابن منده في "مستخرجه" مِنْ حَدِيث: ابن عباس، وابن عمرو، وأبي بكرة، وعبادة، وعمار، ووابصة بن معبد، والحارث بن البَرصَاء، وأبي شريح العدوي، ومعاوية بن حيدة، والعدي بن خالد، والحارث بن عمرو، وجابر، وأبي سعيد، وأبي أُمامة، وعائشة، وأسماء بنت يزيد، وسَرَّاءَ بنتِ نَبهان (٤).
_________
(١) انظر في مسألة العمل بالحديث الضعيف ومراد العلماء بذلك: "قاعدة جليلة" لشيخ الإسلام ابن تيمية ﵀ (١٦٢)، ومقدمة"صحيح الترغيب والترهيب" للإمام الألباني ﵀ (١/ ٤٧ - ٦٧). وما تقدم ص (٥٧).
(٢) رواه ابن حبان في "المجروحين" (١/ ٢٢٨)، وابن الجوزي في "الموضوعات" (٣/ ٤٠٢) من طريق بزيع -أبو الخليل-، عن محمد بن واسع وثابت، عن أنس بن مالك ﵁. وهو حديث موضوع، آفته من بزيع بن حسان.
قال ابن حبان: "يروي عن الثقات ما ليس من أحاديثهم، لا يجوز الاحتجاج به".
وقال مثله الحافظ القيسراني في "تذكرة الحفاظ" (٣١٣ رقم ٧٨٥).
وقال ابن الجوزي: "هذا حديث موضوع".
(٣) رواه البخاري (١/ ٣٢ رقم ١٠٤)، ومسلم (٢/ ٩٨٧ رقم ١٣٥٤) من حديث أبي شُرَيْح العَدَوِي ﵁.
(٤) انظر: "حجة الوداع" لابن حزم (١٩٥ وما بعدها)، و"جزء فيه قول النبي ﷺ: نضَّر الله امرأ .. " لأبي عمرو المديني (ت: ٣٣٣ هـ).
1 / 67