فصلٌ
في شرح غَريب "الخُطْبَةِ" على سبيل الاختصار، واشتقاقها من "الخَطْب"؛ لأنَّ العرب كانوا إذا ألَمَّ بهم الخَطْبُ -وهو الأَمْرُ المُهِمُّ- خَطَبُوا له، فيجتمِعُ بعضُهم إلى بعض، واحتالوا في دَفْعِهِ، فاشتُقَّ اسمُها مِن ذلك.
وكان ينبغي لنا أنْ نَذْكُرَ جُمْلَةً مِن أحوال المُصَنِّفِ قبلَ الخوْضِ في شرح كلامه، فإِنَّهُ: قُطْبُ الزمان، وعينُ الوَقْت، لَكِنَّا ذكرناها في أول شرحنا لمنهاجه (١) وأحلنا في طَبَقَاتِنَا -"طبقات الشافعية"- عليه، فَأَغْنَى ذلك عن إعادته هنا.
ومولدهُ بِنَوَى -قريةٌ مِن قُرى دمَشق- سنة إحدى وثلاثين وستمائة، ومات بها سنة سِتٍّ وسَبْعِين وسِتمائة -سقى الله ثراه- (٢).
* * *
قوله: "الحمدُ للهِ رَبِّ العالمينَ" إِنَّمَا بَدَأَ هذا التأليف المبارك بالحمد للاقتداءِ بالقرآن، فإنه مُبتدأٌ به.
_________
(١) وهو كتابه المسمى بـ: "عمدةُ المحتاج إلى كتاب المنهاج" ولا أعلم أنه قد طُبع، وله عِدّة نسخ خطية في دار الكتب المصرية، ونسخة في مكتبة شستر بتي، وقد طُبعَ مُختصره للمؤلف "عجالة المحتاج إلى توجيه المنهاج" في أربعة أجزاء بتحقيق عز الدين البدراني، وكتابه الآخر "طبقات الشافعية" لم يطبع كذلك.
(٢) أوسع من كتب في ترجمتهِ تلميذُه ابن العَطَّار (ت: ٧٢٤ هـ) في رسالته "تُحْفةُ الطالبين في ترجمةِ الإمام مُحْيي الدِّين" وهو عُمدةٌ لمَن أَتى بعدَهُ.
1 / 34