Mucallaqat Cashar
المعلقات العشر وأخبار شعرائها
Nau'ikan
قال: كذبت. فلم يدر القوم ما عنى به عثمان، فأشار بعضهم إلى لبيد أن يعيد، فأعاد فصدقه في النصف الأول، وكذبه في النصف الآخر؛ لأن نعيم الجنة لا يزول، فقال لبيد: يا معشر قريش ما كان مثل هذا يكون في مجالسكم، فقام أبي بن خلف أو ابنه فلطم عين عثمان في قصة مشهورة.
حاله في الإسلام
وأسلم لبيد - رضي الله عنه - وحسن إسلامه، وكان من المؤلفة قلوبهم هو وعلقمة بن علاثة، قال ابن عبد البر: وروى صاحب الأغاني بسنده إلى ابن الكلبي والأصمعي أنه قدم في وفد بني جعفر بن كلاب على رسول الله
صلى الله عليه وسلم
بعد موت أخيه أربد، فأسلم وحسن إسلامه وهاجر، وهذا يقتضي أن إسلامه قبل الفتح، ونزل الكوفة في أيام عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وروي أن عمر - رضي الله عنه - كتب إلى المغيرة بن شعبة وهو على الكوفة أن استنشد من قبلك من شعراء مصرك ما قالوا في الإسلام، فأرسل إلى الأغلب الراجز العجلي، فقال له أنشدني فقال:
أرجزا تريد أم قصيدا
لقد طلبت هينا موجودا
ثم أرسل إلى لبيد، فقال: أنشدني. فقال: إن شئت ما عفي عنه. يعني شعره في الجاهلية، فقال: لا، أنشدني ما قلت في الإسلام. فانطلق فكتب سورة البقرة في صحيفة، ثم أتى بها، وقال: أبدلني الله هذه في الإسلام مكان الشعر، فكتب بذلك المغيرة إلى عمر، فنقص من عطاء الأغلب خمسمائة، وجعلها في عطاء لبيد، فكان عطاؤه ألفين وخمسمائة، فكتب الأغلب إلى عمر يا أمير المؤمنين: أتنقص عطائي إن أطعتك؟ فرد عليه خمسمائة، ولما صار الأمر إلى معاوية أراد أن ينقص عطاءه، فقال: هذان الفودان - يعني الألفين - فما بال العلاوة - يعني الخمسمائة. يريد أنه ترك عطاءه ألفين فقط، فقال لبيد: إنما أنا هامة اليوم أو غد، فأعدني اسمها فلعلي لا أقبضها. فرق له معاوية، فترك عطاءه على حاله، فمات لبيد ولم يقبضه.
جوده وكرمه
وكان لبيد من الأجواد المشهورين نذر في الجاهلية أن لا تهب الصبا إلا أطعم، وكان له جفنتان يغدو بهما ويروح في كل يوم على مسجد قومه فيطعمهم، فهبت الصبا يوما والوليد بن عقبة على الكوفة، فصعد الوليد المنبر، فخطب الناس، ثم قال: إن أخاكم لبيدا قد نذر في الجاهلية أن لا تهب الصبا إلا أطعم، وهذا اليوم من أيامه، وقد هبت الصبا فأعينوه، وأنا أول من فعل. ثم نزل عن المنبر، فأرسل إليه مائة بكرة وكتب إليه بأبيات قالها وهي:
Shafi da ba'a sani ba