Mucallaqat Cashar
المعلقات العشر وأخبار شعرائها
Nau'ikan
وكانت أم لبيد عبسية في حجر الربيع، فقالوا له: إن خالك قد غلبنا على الملك وصد عنا وجهه، فقال لهم: هل تقدرون أن تجمعوا بيني وبينه غدا حين يقعد الملك، فأرجز به رجزا ممضا مؤلما لا يلتفت إليه النعمان بعده أبدا؟ فقالوا له: وهل عندك ذلك؟ قال: نعم. قالوا: إنا نبلوك بشتم هذه البقلة. وقدامهم بقلة دقيقة القضبان قليلة الورق لاصقة فروعها بالأرض تدعى التربة، فاقتلعها من الأرض وأخذ بيده، وقال: هذه التربة التفلة الرذلة التي لا تذكي نارا ولا تسر جارا عودها ضئيل، وفرعها ذليل، وخيرها قليل، بلدها شاسع، ونبتها خاشع، وآكلها جائع، والمقيم عليها قانع، أقصر البقول فرعا، وأخبثها مرعى، وأشدها قلعا، فحربا لجارها وجدعا. القوا بي أخا عبس أرجعه عنكم بتعس ونكس، وأتركه من أمره في لبس. فقالوا له: نصبح ونرى فيك رأينا.
فقال لهم عامر: انظروا إلى غلامكم هذا فإن رأيتموه نائما فليس أمره بشيء إنما تكلم بما جرى على لسانه، وإن رأيتموه ساهرا فهو صاحبكم. فرمقوه بأبصارهم فوجدوه قد ركب رحلا يكدم واسطته حتى أصبح، فلما أصبحوا قالوا: أنت والله صاحبه. فحلقوا رأسه، وتركوا له ذؤابتين، وألبسوه حلة، وغدوا به معهم، فدخلوا على النعمان فوجدوه يتغدى ومعه الربيع، وليس معه غيره، والدار والمجالس مملوءة بالوفود، فلما فرغ من الغداء أذن للجعفريين فدخلوا عليه والربيع إلى جانبه، فذكروا للنعمان حاجتهم، فاعترضهم الربيع في كلامهم، فقام لبيد وقد دهن إحدى شقي رأسه، وأرخى مئزره، وانتعل نعلا واحدة، وكذلك كانت الشعراء تفعل في الجاهلية إذا أرادت الهجاء فمثل بين يديه، ثم قال:
يا رب هيجا هي خير من دعه
إذ لا تزال هامتي مقزعه
نحن بني أم البنين الأربعه
ونحن خير عامر بن صعصعه
المطعمون الجفنة المدعدعه
والضاربون الهام تحت الخيضعه
مهلا أبيت اللعن لا تأكل معه
إن استه من برص ملمعه
Shafi da ba'a sani ba