191

Muawiyah ibn Abi Sufyan: Commander of the Faithful and Scribe of the Prophet's Revelation - Dispelling Doubts and Refuting Fabrications

معاوية بن أبي سفيان أمير المؤمنين وكاتب وحي النبي الأمين ﷺ كشف شبهات ورد مفتريات

Mai Buga Littafi

دار الخلفاء الراشدين - الإسكندرية،مكتبة الأصولي - دمنهور

Inda aka buga

مكتبة دار العلوم - البحيرة (مصر)

Nau'ikan

الشبهة الرابعة عشرة
قالوا: «إن معاوية سمَّ الحسن بن عليٍّ ﵄».
الجواب:
أولا: هذا الادعاء باطل وذلك لأسباب وهي:
أـ أنه لم يثبت أي دليل صحيح عليه، وإن كان عند الشيعة نقل ثابت عن عدل فليرشدونا إليه لا أن يتهموا صحابيًا دون أن يأتوا ببينة على ادعائهم.
ومثل هذا لا يحكم به في الشرع باتفاق المسلمين، فلا يترتب عليه أمر ظاهر: لا مدح ولا ذم.
ب - كان الناس في تلك المرحلة في حالة فتنة تتصارعهم الأهواء وكل فرقة تنسب للأخرى ما يذمها وإذا نقل لنا ذلك فيجب ألا نقبله إلا إذا نقل بعدل ثقة ضابط.
جـ - إن هذه الحادثة - قصة دس السم من قبل معاوية للحسن - تستسيغها العقول في حالة واحدة فقط؛ وهي كون الحسن بن علي ﵄ رفض الصلح مع معاوية ﵁ وأصر على القتال، ولكن الذي حدث أن الحسن صالح معاوية ﵄ وسلم له بالخلافة طواعية وبايعه عليها، فعلى أي شيء يقدم معاوية على سم الحسن ﵄؟؟!!
هـ- لا نلمس لهذه القضية أثرًا في قضية قيام الحسين ﵁، أو حتى عتابًا من الحسين لمعاوية ﵄. ولو كان هذا حقًا لذُكِرَ ذلك.
ثانيًا: أقوال أهل العلم في هذه المسألة:
١ - قال ابن العربي ﵀:
«فإن قيل: دس - أي معاوية - على الحسن مَن سَمَّه، قلنا هذا محال من وجهين:
أحدهما: أنه ما كان ليتقي من الحسن بأسًا وقد سلّم الأمر.
الثاني: أنه أمر مغيب لا يعلمه إلا الله، فكيف تحملونه بغير بينة على أحد من خلقه، في زمن متباعد، لم نثق فيه بنقل ناقل، بين أيدي قوم ذوي أهواء، وفي حال فتنة

1 / 205