187

Muawiyah ibn Abi Sufyan: Commander of the Faithful and Scribe of the Prophet's Revelation - Dispelling Doubts and Refuting Fabrications

معاوية بن أبي سفيان أمير المؤمنين وكاتب وحي النبي الأمين ﷺ كشف شبهات ورد مفتريات

Mai Buga Littafi

دار الخلفاء الراشدين - الإسكندرية،مكتبة الأصولي - دمنهور

Inda aka buga

مكتبة دار العلوم - البحيرة (مصر)

Nau'ikan

الشبهة الحادية عشرة
قالوا: «قد روى عبد الله بن عمر، قال: أتيت النبي ﵌ فسمعته يقول: «يطلع عليكم رجل يموت على غير سنتي»، فطلع معاوية.
وقام النبي ﵌ خطيبًا، فأخذ معاوية بيد ابنه زيدًا أو يزيد وخرج ولم يسمع الخطبة، فقال النبي ﵌: «لعن الله القائد والمقود، أي يوم يكون للأمة مع معاوية ذي الإساءة؟».
الجواب:
أولًا: نحن نطالب بصحة هذا الحديث؛ فإن الاحتجاج بالحديث لا يجوز إلا بعد ثبوته، ونحن نقول هذا في مقام المناظرة، وإلا فنحن نعلم قطعًا أنه كذب.
ثانيًا: هذا الحديث من الكذب الموضوع باتفاق أهل المعرفة بالحديث، ولا يوجد في شيء من دواوين الحديث التي يُرجع إليها في معرفة الحديث، ولا له إسناد معروف.
وهذا المحتج به لم يذكر له إسنادًا، ثم من جهله أن يروي مثل هذا عن عبد الله بن عمر ﵄، وعبد الله بن عمر كان من أبعد الناس عن ثلب الصحابة، وأروى الناس لمناقبهم، وقوله في مدح معاوية ﵁ معروف ثابت عنه.
قال ابن كثير: «وقال هشيم عن العوام عن جبلة بن سحيم عن ابن عمرو، قال: «ما رأيت أحدًا أسْوَد (١) من معاوية».
قال: قلت: «ولا عمر؟».
قال: «كان عمر خيرًا منه، وكان معاوية أسوَد منه» (٢).
ثالثًا: إن خُطب النبي ﵌ لم تكن واحدة، بل كان يخطب في الجمع والأعياد والحج وغير ذلك، ومعاوية وابنه كانا يشهدان الخطب، كما يشهدها المسلمون كلهم.

(١) من السيادة.
(٢) البداية والنهاية (٨/ ١٥٣).

1 / 201