Muallafat Ibn Cabd Wahhab
مؤلفات محمد بن عبد الوهاب في العقيدة
Bincike
عبد العزيز زيد الرومي , د. محمد بلتاجي , د. سيد حجاب
Mai Buga Littafi
جامعة الإمام محمد بن سعود
Inda aka buga
الرياض
الأول توحيد الربوبية وهو الشهادة بأنه لا يخلق ولا يرزق ولا يحيي ولا يميت ولايدبر الأمور إلا هو وهذا حق ولكن أعظم الكفار كفرا الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يشهدون به ولم يدخلهم في الإسلام كما قال تعالى
﴿قل من يرزقكم من السماء والأرض أم من يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون﴾
فإذا تدبرت هذا الأمر العظيم وعرفت أن الكفار يقرون بهذا كله لله وحده لاشريك له وأنهم إنما اعتقدوا في آلهتهم لطلب الشفاعة والتقرب إلى الله كما قال تعالى
﴿ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله﴾
وفي الآية الأخرى
﴿والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى﴾
فإذا تبين لك هذا وعرفته معرفة جيدة بقي المشركين حجة أخرى وهي أنهم يقولون هذا حق ولكن الكفار يعتقدون في الأصنام فالجواب القاطع أن يقال لهم إن الكفار في زمانه صلى الله عليه وسلم منهم من يعتقد في الأصنام ومنهم من يعتقد في قبر رجلصالح مثل اللاتومنهم من يعتقد في الصالحين وهم الذين ذكر الله في قوله عز وجل
﴿أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه﴾
يقول تعالى هولاء الذين يدعونهم الكفار ويدعون محبتهم قوم صالحون يفعلون طاعة الله ومع هذا راجون خائفون فإذا تحققت أن العلي الأعلى تبارك وتعالى ذكر في كتابه أنهم يعتقدون في الصالحين وأنهم لم يريدوا إلا الشفاعة عند الله والتقرب إليه بالاعتقاد في الصالحين وعرفت أن محمدا صلى الله عليه وسلم لم يفرق بين من اعتقد في الأصنام ومن اعتقد في الصالحين بل قاتلهم كلهم وحكم بكفرهم تبين لك حقيقة دين الإسلام وعرفت الأمر الثاني وهو توحيد الألهية وهو أنه لا يسجد إلا لله ولا يركع إلا له ولا يدعي في الرخاء والشدايد إلا هو ولا يذبح إلا له ولا يعبد بجميع العبادات إلا لله وحده لا شريك له وأن من فعل ذلك في نبي من أنبياء أو ولي من الأولياء فقد أشرك بالله وذلك النبي أو الرجل الصالح بريء ممن أشرك به كتبرء عيسى من النصارى وموسى من اليهود وعلى من الرافضة وعبد القادر من الفقراء وعرفت أن الألوهية هي التي تسمى في زماننا السيد لقوله تعالى
﴿وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم قالوا يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون﴾
فتأمل قول بني إسرائيل مع كونهم إذ ذاك أفضل العالمين لنبيهم اجعل لنا إلها يتبين لك معنى الإله ويزيدك بصيرة قوله تعالى
﴿وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه﴾
فيا سبحان الله إذا كان الله يذكر عن أولئك الكفار أنهم يخلصون لله في الشدائد لا يدعون نبيا ولا وليا وأنت تعلم ما في زمانك أن أكثر ما بهم الكفر والشرك ودعاء غير الله عند الشدائد فهل بعد هذا البيان بيان وأما كلام أهل العلم فقد ذكر في الإقناع في باب حكم المرتد بإجماع المذاهب كلهم على أن من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم أنه كافر مرتد حلال المال والدم وذكر فيه أن الرافضي إذا شتم الصحابة فقد توقف الإمام في تكفيره فإن ادعى أن عليا يدعى في الشدائد والرخاء فلا شك في كفره هذا معنى كلامه في الاقناع وهذا علي بن أبي طالب رضي الله عنه لما اعتقد فيه النفع والضر أناس في زمانه حرقهم بالنار مع عبادتهم فكذلك الذين يدعون شمسان وأمثاله وأجناسه لا شك في كفرهم واعلم أن هذه المسألة مسألة عظيمة جدا وهي التي خلق الله الجن والإنس لأجلها ولكن أكثر الناس لا يعلمون فأنت إعرض هذا الكلام على كل من يدعي العلم وأنا أعيذك بالله وجميع المسلمين من التكبر والعناد الذي يرد صاحبه الحق بعد ما تبين واعلم أن أكثر القرآن في هذه المسألة وتقريرها وضرب الأمثال لها والله أعلم & 5 الرسالة الثانية والعشرون
Shafi 148