منهج الاعتدال
منهج الاعتدال
Mai Buga Littafi
دار التابعين بالرياض
Inda aka buga
٢٠٠٢
Nau'ikan
(١) سبق مني عبارة «السلفية بدعة»، وكان ذلك من باب حكاية قول الخصم أو المخالف، لا من باب إنكار التسمية، وهو أمر سائغ لغة وشرعًا، كقول إبراهيم ﷺ عن الشمس ﴿هذا ربي﴾ وكقوله تعالى: ﴿قل لا تسألون عما أجرمنا﴾، وتفصيل ذلك في باب الأسلوب. وكذلك سبق مني نفي الاسم، ولم يكن ذلك بإطلاق أو دائما، وإنما كان في بعض المناسبات، ومن هذه المناسبات: أنه كاد في أحد المؤتمرات أن تحصل فتنة من قبل المهتدين حديثًا، حين سمعوا أحد المحاضرين يكرر لفظة (السلفية) فظنوا ذلك حزبًا، فقالوا: «فررنا من الأحزاب الأخرى، وجئنا إليكم لتدخلونا في حزب السلفية» فاتفقنا مع مدير المؤتمر لدفع الفتنة .. فنفيت الاسم مع تقرير حقيقة الدعوة السلفية تقريرًا سهلًا صحيحًا. وكانت النتائج بفضل الله طيبة، حتى قال بعضهم «لقد أدخلنا السلفية، ولكن من باب ثان». وقد قررنا الاسم مرارًا وتكرارًا في محاضرات كثيرة، ومناظرات معروفة، ولكن المترصدين لا ينظرون إلى الأمر جميعه، بل يتلقطون ما يدنسهم كالذباب، فراحوا يشنعون على عادتهم. رغم أن ثمة شيوخًا أجلاء مثل ابن عثيمين عافاه الله، ينفون هذه التسمية، ومع ذلك لم يتعرضوا لهم لماذا ...؟ ألحاجة في صدورهم؟ أم على مذهب غلاة الصوفية، قالوا: حرام، قلنا: حرام عليكم.
1 / 36