منهج الاعتدال
منهج الاعتدال
Mai Buga Littafi
دار التابعين بالرياض
Inda aka buga
٢٠٠٢
Nau'ikan
وكذلك قوله ﷺ: «دب إليكم داء الأمم الحسد والبغضاء والبغضاء الحالقة؟ لا أقول تحلق الشعر بل تلحق الدين ...» الحديث.
وعلى هذا قس قوله ﷺ: «لا حسد إلا في اثنتين» فكأنه ﷺ يقول: إذا كان لا بد من أن تحسدوا، فاحسدوا هذين، بمعنى الغبطة، وكان رسول الله ﷺ يقدر ولا يعجز أن يقول: اغبطوا هذين، فلماذا جاء رسول الله ﷺ بقول ربما يشكل على بعض الناس؟ ! وفي الحقيقة إنه لا يشكل إلا على الجاهلين، أو المترصدين أصحاب النيات السيئة، أما أصحاب النيات الحسنة، والأصول الصحيحة، والعلم المفيد، فلا يشكل عليهم هذا.
ولذا يخشى على من يعيب هذا الأسلوب بدعوى أنه مشكل، وخشية أن يسمعه العامي وغيره، أن يعيب على أسلوب القرآن، وأسلوب رسول الله ﷺ وهو لا يدري! فإن القرآن وحديث النبي ﷺ سيسمعه طبقات مختلفة من البشر، وأصحاب العقول المتفاوتة.
فبهذا يتبين لك: أن ما صدر مني في هذا الشأن، هو أسلوبٌ عربي متين، وهدي نبوي مبين، ومع ذلك استغله من استغله في التشويش، من المترصدين من أغبياء أو خبثاء، فحملوه وطاروا به، كأنهم لا يعرفون لغة، ولا يفهمون أسلوبًا، ولا يحسنون خلقًا، وصدَّقهم وأفتاهم المتعجلون، والذين لا يتثبتون، وتم قوله تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً﴾ [الفرقان: (٢٠)].
لكن هل يجوز إلقاؤه على الناس:
ومنهم من يقول: لاشك -بما سردت من أدلة- بصحة هذا، وأن هذا أسلوب عربي مبين، ولكن يخشى أن لا يفهم، وقد يسمع بعضهم أول كلامك ولا يسمع آخره، فيحمله على غير ما أردت.
قلت: هاهنا مسألتان: الأولى: فهم الآخرين، والثانية: دعوى الخطأ.
الأولى: فهم الآخرين:
1 / 214