Misira: Zanen Mutane da Wuri da Lokaci
مصر: نسيج الناس والمكان والزمان
Nau'ikan
وفي العالم الآن نحو 45 ألف سد كبير، كانت مرحلة السبعينيات تمثل قمة إنشاء هذه السدود في أرجاء العالم. في الستينيات كانت الدول المتقدمة قد استكملت بصورة عامة بناء كل السدود الممكنة، بينما كانت السبعينيات وأوائل الثمانينيات تمثل قمة بناء السدود في العالم النامي. (2-2) بدايات تراجع أفكار السدود الكبرى
وباختصار صارت أنهار مهمة في العالم تحت القيد والسيطرة نتيجة الإتقان الهندسي في بناء السدود، واستمرار سيادة الفكر الذي يؤيد النظم الهندسية للسيطرة على الموارد المائية وتوجيهها إلى حيث يريد، لكن الملاحظ أنه برغم استمرار بناء السدود هنا وهناك إلا أن هناك تراجعا واضحا في بناء السدود الكبيرة منذ منتصف الثمانينيات وإلى الآن. بل هناك فكر جديد يطالب بالتوقف عن بناء السدود وإزالة بعضها، مثل إزالة 29 سدا مؤخرا في الولايات المتحدة وثلاثة سدود على نهر اللوار في فرنسا.
ومما يؤكد التراجع أن عدد السدود ومشروعات السدود في البرازيل قد تراجع من 91 سدا في السبعينيات إلى 60 سدا في الثمانينيات، وإلى أقل من نصف ذلك في التسعينيات. وحتى البنك الدولي الذي كان الممول الأكبر في بناء السدود (75 مليار دولار في بناء 538 سدا) بدأ بالتراجع، ويفكر في جدوى السدود وتكلفة إعادة توطين الناس، فانسحب مؤخرا من مشروع نارمادا في الهند،
17
ومشروع آخر في نيبال.
وقد أصبح هناك تساؤل حول جدوى السدود يلخصه الشعار «نبني سدا أم لا نبني ... هذا هو السؤال!»
To Dam or not to Dam ... that is the question
على نحو سؤال شكسبير الخالد في مسرحيته «هاملت». (2-3) أسباب تراجع فكرة السدود (1)
هناك تخوف من قلة المياه العذبة التي تنصرف إلى البحار والمحيطات نتيجة كثرة السدود، وهو ما قد يضر ضررا بالغا بالنظام المائي العالمي. وفضلا عن ذلك فإن الكثير من المياه المنصرفة إلى البحار حاليا محملة بمخلفات الأسمدة الكيميائية، مما قد يؤدي بدوره إلى مخاطر غير محسوبة بيئية للحياة البحرية والإنسان. (2)
والواقع أن هناك معارضة شعبية من الدول النامية، ومعارضة أنصار البيئة في الدول المتقدمة، بلغت من القوة ما أدى إلى إيقاف مشروعات على نهر الألب في ألمانيا وفي جمهوريات التشيك والسلوفاك والمجر والبرازيل والهند وتايلاند والفلبين ... إلخ. (3)
Shafi da ba'a sani ba