Tarihin Misra a zamanin Khidiwi Ismail
تاريخ مصر في عهد الخديو إسماعيل باشا
Nau'ikan
فسافر السلطان من مصر، وهو في حال نفسية تجعله مستعدا لقبول أي طلب يقدمه (إسماعيل) إليه، إذا كان مشفوعا بما يجعل الطلبات كلها مقبولة في الأستانة، ومثل (إسماعيل) لم يكن ليجهل الوسيلة.
فما أقلع الأسطول العثماني من ثغر الإسكندرية، وعاد الوالي إلى عاصمة دياره، إلا وأقبل بكل ما في وسعه على تحقيق الخطة التي رسمها لنفسه.
الجزء الثالث
رابعة النهار
الباب الأول
تحقيق الشطر الأول منها1
العمل على تحقيق الخطة المرسومة
إجمال
فليدخل مصر بصراحة في مضمار المدنية الحديثة، ويسير بها، بعزم ثابت وقدم راسخة ، في طريقها، وفي جميع تشعبات هذا الطريق، أوجد في أعمال القطر، على اختلاف أنواعها، روحا جديدة، أصلحت إدارته، وكيفتها تكييفا، من شأنه ضمانة دوام تطور البلاد الاجتماعي - ووسعت نطاق الزراعة بتوسيع نطاق الري، وتنظيمه، وتكثير طرق المواصلات، وترتيبها وتوزيع الضرائب توزيعا عادلا - وفتحت أبواب التجارة والصناعة والعمل واسعة، أمام مجهودات الجميع: فأحيت، بذلك كله، مالية البلاد؛ وضاعفت إيراداتها وصادراتها - وأنعشت التعليم بعد مواته؛ وعممته؛ ونوعته؛ ورقته، حتى جعلته كفيلا بأن يكون التطور الاجتماعي المستمر، متجها على الدوام، نحو الحسن والمفيد، بالرغم من كل عقبة تعترضه وعثرة تعتور سبيله - وأدخلت، في نهاية الأمر، على الحياة الاجتماعية المصرية، تغييرات أساسية، جعلت بقاءها على جمودها القديم أمرا في منتهى التعذر؛ وأوجبت تحركها من عقالاتها القرنية نحو بيئات جديدة وعقلية حديثة.
وبما أن هذا الإجمال قد يقع لدى جاهلي تاريخ (إسماعيل) ولدى المتحاملين عليه تحاملا مبنيا على مجرد ما سمعوا عنه من أفواه قادحيه، موقع الاستنكار، إن لم نقل موقع السخرية، فإنا لا نرى بدا من تفصيل ما أجملنا تفصيلا تاما، إظهارا للحقائق.
Shafi da ba'a sani ba