Misra a Cikin Sarkin Iskandar Makidoniya
مصر في قيصرية الإسكندر المقدوني
Nau'ikan
36 (26) أن ذلك المرتفع كان يشغله، عندما وقع عليه «الإسكندر»، قرية من قرى الصيد. قال:
لما كان ملوك مصر الأولون قد قنعوا بما تغل لهم الأرض، فلم يطمعوا يوما في الواردات الخارجية؛ وحملتهم هذه القناعة على أن ينظروا إلى الأجانب نظرة العداء، وعلى الأخص إلى الإغريق؛ إذ كانوا يعتقدون أنهم طلاب سلب، وبهم طمع في استعمار البلاد الأخرى لضآلة ما بين أيديهم، وقلة ما عندهم من خيرات، أقاموا في تلك البقعة نقطة عسكرية، تصد غارات المعتدين، وأسكنوا الجند مكانا يدعى «رقوطيس» (راقودة) هو الآن من الإسكندرية، ذلك الجزء الذي يشرف على أرصفة الميناء؛ ولم يكن إذ ذاك إلا قرية صغيرة. وعهدوا بالبقاع المحيطة بذلك المكان إلى رعاة، كانوا بدورهم ذوي قدرة على صد هجمات الأجانب.
وكان هؤلاء الرعاة بطنا من البطون، عرفوا بقوة الشكيمة والوحشية؛ بل كانوا قطاع طرق، وسفاحي دماء، إذا جارينا «إليوذورس»
37 (27).
تجاه الموقع الذي اختاره «الإسكندر»، وعلى ميل من الشاطئ، كانت الجزيرة التي دعاها الإغريق جزيرة «فاروس»
38 (28)، وطولها ثلاثة أميال، وكانت في زمن غابر سلسلة من الجزائر بعضها منفصل عن بعض، وذكرها «هوميروس»
39
فقال: إنها مكان تألفه الحيتان، وتستلقي على شطآنه، وأن فيها مرفأ حسنا، بل قيل إنه في الوقت الذي جاء فيه «الإسكندر» ليفحص عن الشاطئ، كانت «فاروس» مأوى لصيادين من الأهالي، وأن «الإسكندر » وأخلافه من البطالمة أول من جدد في ذلك المنزل ميناء عالميا للتجارة.
ولكن حدث منذ عهد قريب أن زود مسيو «جاستون جونديه»
40 - كبير مهندسي المواني والفنارات في مصر - مباحث التاريخ بمبحث جديد، أشكل على المؤرخين أمره؛ فقد استكشف تحت سطح الماء، وفي مواقع قد تبعد بعض الأحيان ربع ميل عن المكان الذي عرف أن جزيرة «فاروس» كانت تشغله، بقايا عظيمة هائلة الضخامة من أبنية مرفئية، وحواجز لصد الأمواج، وأرصفة مما يبنى في المواني البحرية. ولا يزال أمرها رهن البحث: أهي جزء من إسكندرية الإغريق، أم هي من أعمال عصر من العصور الغابرة، خربت وتساقطت بقاياها من قبل أن يهبط الإسكندر تلك البقعة بأزمان طويلة؟
Shafi da ba'a sani ba