وناضلت مصر في سبيل رفعة الفلاح والعامل وأدخلتهما مجلس الشعب. فجلس الفلاح بجانب الوزير والموظف والرئيس والمدير، ورفع هو والعامل صوتيهما عاليا جهوريا يجلجل تحت قبة البرلمان، فكان ذلك قصة جديدة من قصص النضال الممتاز الذي تعرضت له مصر في عزة وكرامة.
وظهرت الأحزاب وتعددت أهدافها ومشاربها فظهرت قصة نضال جديدة تعرضت لها مصر، فبرز إلى حيز الوجود من جديد حزب الأحرار وحزب الوفد، وظهرت رءوس حسبناها ماتت واندثرت، وأكل عليها الدهر وشرب و«بال» وحسبنا أنه لن تقوم لها قائمة .. ولكن مصر النضال، ناضلت من أجل الديمقراطية الحقة، وأبرزت رجالها وحشدت حشودهم وكتلتهم ليحموا البلاد من الأزمات التي تتعرض لها، وكي لا يكون بمصر حكم الفرد الواحد المستأسد المتوحش، الذي يأبى أن يسمع صوت أحد غير صوته هو ليس غير.
وكما نجحت مصر قديما في نضالها، من أجل الحرية ضد الاستعباد، نجحت مصر حاليا في جميع نضالاتها من أجل الرخاء والرفاهية ورفعة الإنسان المصري ككيان وبنيان، وصار اسم «مصر» على كل لسان في داخل البلاد وخارجها .. وصار العالم كله يذكر اسم «مصر» النضال ويهابها ويحترمها ويقدسها ولا يقبل أن يدوس أحد، كائنا من كان، على كرامتها أو يخدش حياءها، أو يهددها بغزو أو عدوان.
ولمصر النضال من أجل العروبة قصة طريفة رائعة كل الروعة. قادرة تماما، أثبتت بها مصر أنها أم العروبة والعرب في كل مكان وأينما وجدوا .. كما أثبتت أنها قلعة العروبة التي لا تهزم ولا تزلزل ولا تتغير.
مصر الشهداء
الشهادة واجب يؤمن به كل مصري يعيش في وادي النيل الحبيب.
والشهادة أو الاستشهاد ميتة يشتهيها المصريون ويؤثرونها على كل ميتة أخرى، طالما أن الموت كأس مشروب وحوض مورود.
وما أكثر الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل مصر العزيزة .. هم خالدون في سجل الشهادة المصري .. فهم إن ماتوا أجسادا فإن أسماءهم حية وذكراهم باقية وأعمالهم خالدة في قلوب شعب مصر.
ومصر الشهداء سجل عامر بالشهداء من جميع العصور ومن كل الأعمار: منهم الطلبة والقادة والعلماء والعمال والفلاحون.
ومن أحدث الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل مصر، الشهيد «يوسف السباعي» الكاتب القصصي والأديب الصحفي .. مات في ساحة الشهداء بيد الغدر والإرهاب المعادي للأقلام الشريفة والأصوات القوية السديدة الرأي والفكر، والمدافعة عن حقوق الإنسان وعن الديمقراطية.
Shafi da ba'a sani ba