حبّان والبيهقي "إذا أراد أن يدخل"، والخلاء بالفتح والمدّ يطلق على المكان الذي ليس به أحد، وعلى المكان المعدّ لقضاء الحاجة.
(قال: أعوذ بالله من الخُبُث والخبائث) قال الخطّابي: "الخبث بضمّ الباء جمع الخبيث، والخبائث جمع الخبيثة، يريد ذكران الشّياطين وإناثهم، وعامّة أصحاب الحديث يقولون: الخبث ساكنة الباء وهو غلط، والضواب الخبُث مضمومة الباء"، زاد في كتابه إصلاح غلط روّاة الحديث، فقال بعد أن ذكر أنّ أصحاب الحديث يروونه بإسكان الباء: "وكذلك رواه أبو عبيد في كتابه وفسّره فقال: أمّا الخبث فإنّه بمعنى (١) الشرّ والخبائث الشّياطين". انتهى.
واتّفق من بعد الخطابي على تغليطه في إنكار الإسكان، قال النّووي في شرح مسلم: هذا الذي غلَّطهم فيه ليس بغلط، ولا يصحّ إنكاره جواز الإسكان، فإن الإسكان جائز على سبيل التّخفيف (٢) كما يقال كتْب ورسْل وعتْق وأذْن ونظائره، فكل هذا وما أشبهه جائز تسكينه بلا خلاف عند أهل العربية وهو باب معروف من أبواب التصريف لا يمكن إنكاره.
ولعلّ الخطّابي أراد الإنكار على من يقول أصله الإسكان، فإن أراد هذا فعبارته موهمة. انتهى.
ونقل القاضي عياض عن بعضهم أنّه حمل الخبث على الشياطين والخبائث على البول والغائط، فقال إنّه استعاذ أوّلًا من الشياطين لتضاحكها من عورة الإنسان عند انكشافها، فلمّا استعاذ منها ولّت هاربة، فاستعاذ من الخبائث وهي البول والغائط لئلّا يناله مكروه منهما.
_________
(١) في ج: "يعني".
(٢) في أ: "التحقيق".
1 / 38