أبا خالد نادت حراسان بعدكم ... وقال ذووالحاجات أين يزيد
فلا نظر الراؤون بعدك منظرًا ... ولا اخضر بالمروين بعدك عود
فما السرير الملك بعدك بهجة ... ولا الجواد بعد جودك جود
قال: فأعطاه المائة الألف، فبلغ ذلك الحجاج فدعى به وقال: أكل هذا الكرم وأنت بهذه الحالة؟! قد وهبت لك عذاب يومك وما بعده.
سنة ثلاث ومائة
فيها توفي عطاء بن يسار المدني الفقيه مولى ميمونة أم المؤمنين، كان إمامًا روى عن كبار الصحابة، وفيها توفي الإمام أبو الحجاج مجاهد بن جبر المكي عن نيف وثمانين سنة، قيل: وكان أعلمهم بالتفسير، قال: قرأت القرآن على ابن عباس ثلاثين مرة، وقال لي ابن عمر: وودت أن نافعًا يحفظ حفظك، وقال سلمة بن كهيل: ما رأيت أحدًا أراد لهذا العلم وجه الله إلا عطاء وطاوسًا ومجاهدًا. وفيها توفي مصعب بن سعد بن أبي وقاص الزهري، كان فاضلًا كثير الحديث. وفيها توفي موسى بن طلحة بن عبيد الله التيمي، روى عن عثمان ووالده، وقال أبوحاتم: هو أفضل إخوته بعد محمد، وكان يسمى في زمانه المهدي. وفيها توفي مقرئ الكوفة يحيى بن وثاب الأسدي مولاهم، اخذ عن ابن عباس وطائفة، قال الأعمش: اذا رأيته قد جاء قلت هذا قد وقف للحساب يعد ذنوبه، رحمهما الله تعالى. وفيها توفي يزيد بن الأصم العامري ابن خالة ابن العباس، روى عن خالته عن ميمونة وطائفة.
سنة أربع ومائة
توفي فيها وقيل في التي قبلها وقيل بعدها فجأة الحبر العلامة أبو عمرو، وعامر بن