خفق قلبي. إنه الصحفي الصديق. لا خير هناك على وجه اليقين. قالت: إنه يمنحني الحرية للتصرف في مستقبلي كما أشاء.
اشتد خفقان قلبي. وضح الأمر بحذافيره ولكني صممت على تقطيره نقطة نقطة. والعجب أن الاضطراب شملني لدرجة لم أنعم فيها بأي شعور مريح أو سعيد. بل خيل إلي أنني غير سعيد. وسألت بعناد: ماذا يعني؟ - واضح أنه علم بأمرنا. - ولكن كيف؟ - بأي طريق كان، ليس ذلك بالمهم.
تبادلنا نظرا حائرا. شعرت بأنني أكبل بالحديد. وقلت لنفسي كان يجب أن أحظى بقدر من السعادة أو الارتياح، فماذا جرى؟ وسألت: ترى هل غضب؟
فقالت بعصبية: لقد تصرف على أي حال كما توقعت أنت!
أحنيت رأسي في تسليم ذاهل، فقالت: عليك الآن أن تمدني برأيك؟!
أجل، لا يبقى إلا أن أعطيها إشارة البدء، أن تمضي الإجراءات في سبيلها، أن أبني عش الزوجية كما اقترحت وتمنيت. ها هو الحلم يستأذنني ليتسرب إلى عالم الحقيقة. ولكنني غير سعيد، يجب أن أكون صريحا مع نفسي، بل أبعد ما يكون عن السعادة. إني قلق وخائف. وليس ما بي شعور بالندم أو الخجل. إنه ملتصق بذاتي دون غيري. ملكي الشخصي. وإذا لم أكن في موقف دفاع عن سعادتي ففي أي موقف أكون؟
وقالت بنبرة لا تخلو من استياء: كلما فكرت وأمسكت عن الجواب، أشعرتني بأنني منبوذة في وحدة قاتلة!
ولكني كنت في حاجة إلى المزيد من التدبر. وكان الخوف والقلق قد بلغا بي مبلغا لم أعد أكترث فيه لعواطفها أو حتى مجاملتها. أفقت من سحرها كأن هراوة صكت رأسي. تحررت من سيطرتها. ارتفعت في باطني المضطرب القلق المذعور موجة سوداء من النفور والتمرد والقسوة. لم أجد لذلك تفسيرا إلا يكن الجنون نفسه.
وتساءلت هي بحدة: لم لا تتكلم؟
قلت بهدوء مخيف: درية .. لا تقبلي هبته الكريمة.
Shafi da ba'a sani ba