في مجلس الأصيل حول الراديو وجدت المدام وطلبة بك، فقالت لي المدام: اشترك معنا في التفكير، كيف نقضي ليلة رأس السنة؟
ثم أشارت إلى طلبة بك وقالت: من رأيه أن نسهر في المونسنيير ولكن عامر بك يفضل البقاء هنا. - أين عامر بك؟ - إنه معتكف، عنده برد. - دعيه في اعتكافه، ولنذهب إلى المونسنيير، يجب أن نلهو بعنف حتى الصباح.
وبعد صمت قليل قلت لها: أخيرا تحقق المشروع.
وقصصت عليها الخبر حتى عكس وجهها خيبة أمل واضحة، ثم قالت: لا تتسرع .. يجب أن تفكر. - كفاني تفكير.
ثم صرحت قائلة بعد تردد: مقهى الميرامار أفضل .. وإني أفكر جديا في مشاركتك.
فقلت ضاحكا: ربما فكرت في التوسع مستقبلا.
وانبعثت في أعماقي رغبة جامحة في الاستمتاع لأقصى حد بليلة رأس السنة الجديدة. •••
وقد تعرفت بصاحب «الجنفواز» في نفس الليلة في حجرة مكتبه بالملهى. وتم الاتفاق على البيع من حيث المبدأ، ثم دعاني إلى سهرة في مسكنه بكامب شيزار بعد موعد الإغلاق. وشهدت صفية السهرة واشتركت في مناقشة التفاصيل. وجاء ذكر لليلة رأس السنة فاتفقنا أيضا على الاحتفال بها معا في «الجنفواز» على أن نكمل السهرة في بيت الخواجة أو في أي مكان آخر، فهنأت نفسي على الخلاص من سهرة العجائز.
وفي صباح اليوم التالي لاحظت أن حجرة الإفطار تطالعني بوجه غريب. أجل كان قلاوون الصحافة معتكفا في حجرته ما يزال، ولكن منصور باهي لم يفارق حجرته أيضا، ولم أر أثرا لزهرة. وقرأت في وجهي المدام وطلبة بك وجوما ينذر بالشر، وإذا بالرجل يقول: أما علمت بالخبر؟
رمقته بنظرة متسائلة فقال: لقد عثر على سرحان البحيري جثة هامدة في طريق البالما.
Shafi da ba'a sani ba