فأجاب بصوته العريض: نعم، انتهت الإقامة، ولو ذهبت دون أن أودعك لأسفت على ذلك طيلة العمر!
شكرت له رقته، ولكني وجدت أسئلة تلح علي، غير أنه لم يهبني فرصة لمزيد من الكلام إذ يلوح بيده لشخص قادم ثم صافحني وذهب.
وسألت نفسي في قلق وكآبة: ماذا عن زهرة؟ •••
قبض بشدة على قضبان قفص الاتهام وهو يستمع إلى النطق بالحكم ثم صاح بأعلى صوته في المحكمة: يا فرحتك في يا دنف، يا فرحتك في يا نعيمة يا ضباطي! •••
ولما رجعت إلى البنسيون وجدت المدام وطلبة مرزوق وزهرة مجتمعين في المدخل، مغلفين بكآبة أبلغ في إفصاحها عن أي تفجع أو ندب! جلست صامتا وقد وضح لي ما وددت أن أسأل الآخر عنه. قالت المدام: تكشف أخيرا ذاك السرحان عن حقيقته.
تمتمت: قابلني منذ ساعات في التريانون فأخبرني بأنه سيغادر البنسيون. - الحق أني طردته!
ثم وهي تشير نحو زهرة: هاجمها بلا حياء، ثم أعلن بأنه ذاهب ليتزوج من المدرسة.
نظرت إلى طلبة فنظر إلي وقال ساخرا: أخيرا استقر رأيه على الزواج!
وقالت المدام: لم يرتح له قلبي أبدا، من أول نظرة فهمته، شرير لا خلاق له.
ثم واصلت حديثها: أراد مسيو منصور باهي أن يناقشه وإذا بمعركة جديدة تنشب فجأة، عند ذاك صرخت في وجهه أن يخرج إلى غير رجعة.
Shafi da ba'a sani ba