كان صوته يتغير تبعا لامتلائه بالطعام أو خلوه منه: كذلك العمال، إني أعيش بينهم في الشركة فتعالوا وانظروا بأنفسكم.
وسأله منصور باهي - إنه أميلهم للصمت وقد ينفجر ضاحكا كأنه شخص آخر: أتشتغل بالسياسة بالفعل؟ - من هيئة التحرير إلى الاتحاد القومي، واليوم فأنا عضو بلجنة العشرين وعضو مجلس الإدارة المنتخب عن الموظفين. - ألم تشتغل بالسياسة من قبل؟ - كلا.
وقال حسني علام: إني مقتنع تماما بالثورة؛ لذلك أعتبر ثائرا على طبقتي التي جاءت الثورة لتصفيتها.
فقال منصور باهي: على أي حال فالثورة لم تمسك. - ليس ذاك هو السبب ، فحتى فقراء طبقتنا قد لا يحبون الثورة.
وأخيرا قال منصور باهي: إني مقتنع تماما بأن الثورة كانت أرفق بأعدائها مما يجب!
والظاهر أن طلبة مرزوق ظن أنه إن لزم الصمت فقد يضره الصمت، لذلك قال: لقد حاق بي ضرر بالغ فأكون منافقا لو قلت إنني لم أتألم، ولكنني أكون أنانيا كذلك لو أنكرت أن ما عمل هو ما كان ينبغي أن يعمل. •••
عندما آويت إلى حجرتي قبيل الفجر لحق بي فسألني عن رأيي فيما قال، فأجبته بصوت غريب بعد أن نزعت طاقم أسناني: رائع. - أتظن أن أحدا صدقني؟ - لا يهم. - يحسن بي أن أبحث عن مقام آخر. - لا تكن سخيفا. - كلما سمعت ثناء على إجراءات قتلي تعرضت لأزمة روماتزم! - عليك أن تروض نفسك عليه. - كما تفعل أنت؟!
فقلت ضاحكا: إننا مختلفان منذ الأزل كما تعلم.
فمضى وهو يقول لي: أتمنى لك أحلاما مزعجة! •••
وقالت المدام ولم تكن تشارك في الشراب وقنعت من الطعام بشريحة شواء وكوب حليب دافئ: عيب ثومة أنها تبدأ في وقت متأخر!
Shafi da ba'a sani ba