قبل أن تكمل عبارتها كانت يد زهرة قد صكت فاها. انقضت على زهرة فانهالت عليها لكمات الفتاة القوية حتى انهارت أو كادت. واستيقظ البنسيون ففتحت الأبواب ودبت الأقدام، وإذا بحسني علام يسبقهم إلينا فيأخذ صفية من يدها ويذهب بها خارجا.
ذهبت إلى حجرتي أعمى من الغضب. لحقت بي المدام وهي تتساءل عما جرى في انزعاج. أعلنت لها أسفي ولكنها سألتني: من هي؟
قلت مختلقا كذبة إنقاذا للموقف: كانت خطيبتي ثم فسخت خطبتها.
قالت وهي تهز رأسها: إن سلوكها يثبت أنك كنت على حق في معاملتها ولكن ...
وسكتت لحظات ثم استأنفت قائلة: ولكن أرجو أن تسوي حسابك معها بعيدا عن هنا.
ثم قالت وهي تغادر البنسيون: إني أعيش بفضل سمعتي الطيبة.
ولما جاءت زهرة في موعدها كان وجهها ما يزال منطبعا بآثار الحادث، وقد شكرتها، واعتذرت لها عما أصابها. تبادلنا نظرات عميقة أليمة حتى اضطررت أن أقول لها: لقد هجرتها من أجلك.
سألتني بخشونة: من هي؟ - امرأة ساقطة، من الماضي، اضطررت إلى أن أكذب على المدام فأقول لها إنها كانت خطيبتي.
لثمت خدها في امتنان وأسف. •••
صوت الريح ينطلق في الخارج كرعد متصل، جو الحجرة يقطر عصارة المساء رغم أن النهار لم يشارف الأصيل بعد، فتخيلت الغيوم المتراكمة في السماء وتخيلت جبال الأمواج. ولما جاءت زهرة - ولم أكن رأيتها منذ لقاء أمس - أضاءت المصباح. كنت أعاني انتظارها طيلة الوقت فبادرتها بحرارة ورجاء: لنذهب يا زهرة!
Shafi da ba'a sani ba