قالت بصوت خافت: أنا أحبك ولكنك لا تحبني. - زهرة! - إنك تنظر إلي من فوق كالآخرين.
قلت بصدق كامل: إني أحبك يا زهرة، من كل قلبي أحبك، والله شهيد.
فكرت قليلا بكدر ثم ساءلتني: أتعتبرني إنسانة مثلك؟ - وهل في ذلك من شك؟
هزت رأسها نفيا. أدركت بطبيعة الحال ما يدور بخلدها فقلت: توجد مشاكل لا حل لها.
واصلت هز رأسها مقطبة هذا المرة عن غضب وقالت: واجهتني مشاكل كذلك وأنا في القرية ولكنني لم أخضع لها.
لم أتصور أنها معتزة بنفسها لذاك الحد. شعرت بأن الحب يجرفني معه إلى الهاوية فغرزت قدمي في الحافة راميا بثقلي إلى الوراء. تناولت يدها بين يدي، قبلت ظهرها وبطنها، وهمست في أذنها: أحبك يا زهرة. •••
كلما نظرت إلى وجه حسني علام القوي الجميل حلمت بالليالي الملاح. ولكني علمت ذات يوم بالمشروع الذي جاء الإسكندرية من أجل دراسته وتنفيذه فتغيرت نظرتي إليه. طلبة مرزوق وهم مناقض للواقع، ومن المستحسن أن أسقطه من الحساب، أما حسني علام فرجل قد عقد العزم على العمل، وعلي أن أجد لنفسي دورا في ذلك المشروع. ليس الأمر مجرد عمل ونجاح ولكنه قد ينقذني في اللحظة الأخيرة من أفكار علي بكير الجهنمية. المؤسف حقا أن حسني علام مثل الزئبق لا يسهل القبض عليه. إنه يتحدث أحيانا عن المشروع ولكنه يهيم على وجهه طيلة الوقت دافعا بسيارته في سرعة جنونية ولا يخلو المقعد جنبه من امرأة. قلت له مرة: الرجل العملي لا يضيع وقته في اللهو.
فضحك وسألني: كيف يضيعه إذن؟
فقلت بلهجة من يغير على مصلحته: يدرس ويفكر ثم ينفذ. - جميل ما تقول، ولكني لا يحلو لي الدرس والتفكير إلا وأنا ألهو.
ثم وهو يقهقه: نحن نعيش الأيام التي تسبق مباشرة يوم القيامة!
Shafi da ba'a sani ba