وروي ابن عباس عن النبي (صلي الله عليه وسلم): أنه قال: أقرب الناس درجة من درجة الأنبياء - أهل العلم، وأهل الجهاد في سبيل الله، وقرأ الحسن قوله تعالي: " إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها" قال: هم العلماء زينة الأرض، وقوله تعالي: " أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها" إن نقصان الأرض موت العلماء، وقال: مثل العلماء في الأرض مثل النجوم في السماء؛ يهتدي بها في ظلمات البر والبحر؛ فإذا طمست النجوم يوشك أن تضل الهداة، وموت العالم ثلمة في الإسلام، لا يجبر، وموت قبيلة أيسر من موت عالم، وقيل: خير من العلم حامله، وخير من الذهب باذله.
وروي عن النبي (صلي الله عليه وسلم): أنه قال: يشفع يوم القيامة ثلاثة: الأنبياء، والعلماء، والشهداء، ويقول الله تعالي يوم القيامة للعابد: أدخل الجنة، وللعالم: قم فاشفع في الناس.
والله تعالي حبس على العلماء عقولهم، وإفهامهم؛ فلا يسلبها إلى الممات.
وقيل: تشاجر قوم في مسجد البصرة - وهو مشحون برجال من العرب - فتراضوا بالحسن البصري؛ فتحاكموا إليه، وازدحموا عليه، فقال الأحنف: كاد العلماء يكونون أربابا. وكل عز لم يوطد بعلم فإلي ذل ما يصير.
وقال النبي (صلي الله عليه وسلم): "جالسوا العلماء، وسالموا الكبراء، وخالطوا الحكماء".
وقال بعض الحكماء: من صاحب العلماء وقر، ومن صاحب السفهاء حقر.
واتباع العلماء واجب، قال الله تعالي حاكيا عن خليله إبراهيم (عليه السلام): " إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فاتبعني أهدك صراطا سويا".
Shafi 29