وقال الله تعالي: " لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم ": قال: لا يحب الله الابتداء بالسوء من القول إلا من ظلم؛ فله أن يكافئ، كما قال: " ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل "، وقال بعضهم: لا يحب الله أن يجهر أحد بالسوء، ولا من ظلم يقول ومن ظلم لا يتعدى إلا في هذا الموضع؛ ألا تري إلى قوله: " لئلا يكون للناس عليكم حجة إلا الذين ظلموا منهم " يقول والذين ظلموا منهم ( (1) )، ويؤكد هذا قوله: " وأن تجمعوا بين الأختين إلا ما قد سلف " يقول: وما سلف فرقوا بينهم، وفي قول الله تعالي: " خلق السموات بغير عمد ترونها " قول: بعمد، وقول: بعمد لا ترونها.
وقال أبو سعيد (رحمه الله) في قوله الله؛ " فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد " أنه بعث عليكم أهل الشرك من الروم، فأحرقوا، وقتلوا، وقوله: " فجاسوا خلال الديار " أي: دخلوا.
وقال محبوب (رحمه الله) في وقل الله " لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا ": أنها نزلت في أبي أيوب الانصارى (رحمه الله) إذ قالت له امرأته: ألا تسمع يا أبا أيوب - ما يقول الناس في عائشة؟ فقال لها أبو أيوب: أو كنت فاعلة ذلك؟ فقالت: لا. والله، فقال لها: فعائشة خير منك، أو قال: سبحان الله؛ هذا بهتان عظيم.
Shafi 223