209

Minhajin Dalibai

منهج الطالبين

Nau'ikan

وقال أبو سعيد (رحمه الله) في قول الله: " ن والقلم " النون: الدواة التي يكتب منها في اللوح المحفوظ، والقلم الذي يمد منها، وقال في قوله تعالي: " فلما بلغ معه السعي " بلغ معه العمل بطاعة الله، وقال في قوله: " وإنك لعلى خلق عظيم " أي: خلق الدين، وغيره من مكارم الأخلاق، وقوله: " أوسطهم " أي: أفضلهم، وقوله: " أمة وسطا " أي: خيارا.

وقوله: " وآتوهم ما أنفقوا ولا جناح عليكم أن تنكحوهن إذا آتيتموهن أجورهن " من أهل العهد ما أنفقوا؛ وإذا أتاهم مسلم أخذوا منهم ما أنفق المسلم عليها، وذلكم حكم الله يحكم بينكم وقوله: " واسألوا ما أنفقتم وليسألوا ما أنفقوا ".

وقوله: " ولا تمسكوا بعصم الكوافر " نساء المشركين، وقوله: " وإن فاتكم شيء من أزواجكم إلى الكفار فعاقبتم فآتوا الذين ذهبت أزواجهم مثل ما أنفقوا " فكان المسلمون يعطون من ذهبت زوجته منهم مثل ما أنفقه عليها مما غنموا منهم، وذلك أمر الله فيهم.

وقال أبو سعيد (رحمه الله) وقد قيل: إن هذا كله منسوخ.

وقال في قول الله تعالي: " وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات " أي: لم تقدر عليه البلاء.

وقوله عز وجل: " ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية " أنهم ثمانية أجزاء من الملائكة، كل جزء مثل الثقلين.

وأما العرش: فالقول فيه كثير، وتسميته العرش: هو السرير، وليس يوصف الله؛ أنه كائن على العرش، وإنما هذه الملائكة يحملونه، وإنما هذه الملائكة قد تعبدهم الله يجعل ذلك العرش، والله قبل العرش، وقبل الملائكة، فما كان في الأول؛ فهو في آخر الأبد.

Shafi 212