204

Minhajin Dalibai

منهج الطالبين

Nau'ikan

والسنة ليست كالقرآن في نفسه، والسنة وإن كانت حكما من الله تعالي: فليست مثله؛ فالقرآن في نفسه معجزة. قال الله جل ذكره: " قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا " والسنة ليست بمعجزة بنفسها؛ فإذا لم تكن مثل القرآن إلا من طريق الحكم لم يجز أن تنسخ القرآن.

وأما الحجة لمن أجاز نسخ القرآن بالسنة فقالوا: إن القرآن حكم الله جل ذكره والسنة حكم الله أحدهما الآخر، واحتجوا بقول الله جل ذكره: " وما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى " والكتاب دال على أنه مخبر عن الله تعالي، فهو ينسخ أحكامه بعضها ببعض مرة بالكتاب، ومرة بالسنة على لسان نبيه عليه السلام، والله أعلم بالأعدل من الأقوال.

فصل:

ومما عزي الله به نبيه (عليه السلام)، وأخبر أن ما نال المشركون من حلاوة الدنيا، وزهرتها غير موصول بنعيم الآخرة، وإنما هو فتنة لهم في الدنيا، ووبال عليهم في الآخرة، فقال جل ذكره: "" ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى " وقال جل ذكره: " ولا تعجبك أموالهم وأولادهم إنما يريد الله أن يعذبهم بها في الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون ".

كل هذا تعزية لنبيه (صلي الله عليه وسلم).

Shafi 207