188

Minhajin Dalibai

منهج الطالبين

Nau'ikan

وأما انتساخ الكتاب من كتاب كان قبله إلى كتاب آخر بعده: فقد أخبرنا الله تعالي: أن الكتاب وهو القرآن في لوح محفوظ بقوله تعالي: " بل هو قرآن مجيد، في لوح محفوظ "، وبقوله: " يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب "، وإذا كان القرآن عنده في أم الكتاب في لوح محفوظ، ثم أنزله على محمد(صلي الله عليه وسلم) فإنما أنزله على محمد من ذلك اللوح المحفوظ، والكتاب المكنون، وذلك الكتاب عند الله في موضعه.

وقد روي( (1) ) عن النبي (صلي الله عليه وسلم) أنه كان يوما في أصحابه قاعدا؛ إذ ذكر حدثا فقال: ذلك أوان نسخ القرآن، فقال رجل: يا رسول الله (صلي الله عليه وسلم) كيف ينسخ القرآن؟ قال: يذهب بأهله، ويبقي رجال كأنهم النعام.

والناسخ من القرآن: هو الذي يحب العمل به، والمنسوخ: ما نهينا من العمل به، وأمرنا بالإيمان به.

قال الله تعالي: " ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها " أي: خير منها لكم، أو مثلها في العمل، والفرض، أو ننسها فنتركها على حالها، وقال قوم: أو ننسها؛ فلا تقرأ على وجه الدهر.

وفي الرواية: أن النبي (صلي الله عليه وسلم) فرض الله عليه الصلوات الخمس قبل الهجرة بنحو سنة، وصلي (عليه السلام) إلى بيت المقدس - قبل هجرته - سبعة عشر شهرا، وكان الأنصار، وأهل المدينة يصلون إلى بيت المقدس نحو سنتين قبل قدوم النبي (صلي الله عليه وسلم).

Shafi 191