178

Minhajin Dalibai

منهج الطالبين

Nau'ikan

وأما الذي يدل على التهديد، والزجر فمثل قوله تعالي: " أفمن يلقى في النار خير أم من يأتي آمنا يوم القيامة اعملوا ما شئتم إنه بما تعملون بصير "، " وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون " وكقوله تعالي: " وقل للذين لا يؤمنون اعملوا على مكانتكم إنا عاملون، وانتظروا إنا منتظرون " فهذه الآيات لم ترد إلا على مقدمات قبلهن، وقرائن بعدهن تدل على التهديد والزجر.

وأما الذي يدل على الإطلاق بعد الحصر - فمثل قوله جل ثناؤه: " فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون "، وقوله: " وإذا حللتم فاصطادوا "، وقد أجمعوا جميعا أن الاصطياد، والانتشار غير واجبين.

وأما الذي يدل على التكوين دون امتثال الأمر - فمثل قوله عز وجل: " كونوا قردة " فدلت المقدمة على التكوين دون امتثال الأمر.

والله خاطبنا بما تفعل العرب في خطابها، فالعرب تسمي أفعل أو لا تفعل أمرا أو نهيا.

فإذا أمر من تجب طاعته، والانقياد لأمره - كان على المأمور إتيان ما أمر، وبالله التوفيق.

وقيل: إن الخطاب؛ إذا ورد مطلقا فظاهره: خطاب معروف، وهو على إطلاقه؛ وإذا ورد مقيدا: فهو على تقييده.

ألا تري؛ لو أنه قال قائل: فلان كافر - ظاهره أنه كافر بالله، وإن كان يحتمل أنه أراد [الكفر] بالطاغوت، وكذلك لو قال: فلان مؤمن في الظاهر أنه مؤمن بالله، وإن كان يحتمل أنه أي القائل أراد أنه مؤمن بالطاغوت.

فصل:

Shafi 181