وقال عمر بن سعيد بن محرز: إن أبا عبدالله محمد محمد بن محبوب (رحمهما الله) أملي عليه هذا الكلام من نفسه. قال:
لا يقال: إن أسماء الله محدثة، ولكنها لم تزل له، ولا يقال: إنها هو، ولا هي غيره، ولا شيء منه؛ لأنه غير محدود، ولا يتبعض - تبارك وتعالي - ويقول: إن القرآن كلام الله، ولا يقول إنه هو ، ولا شيء منه، ولا مخلوق؛ ولكنه وحيه وكتابه، وتنزيله علي نبيه محمد (صلي الله عليه وسلم)، والقرآن هو من علم الله، وعلمه لم يزل، وهو غير محدث، والقرآن كلام الله، والله تعالي لم يزل متكلما.
وقال: من حد صفات الله كمن حد الله، وقال: من قال: إن القرآن مخلوق، وقد تقدمت له ولاية أنه لا يقطع ما لم يبرأ ممن لا يقول: إن القرآن مخلوق؛ فإذا برئ ممن لا يقول إن القرآن مخلوق برأي برثنا منه بدين.
وهذا القول كان منه بعدما قدم صحار؛ إلا أنه إذا قال: إن القرآن مخلوق، ولم يبرأ ممن لم يقل بقوله؛ فإنه يخطأ أو قال: عدو المسلمين.
وقال محمد بن هاشم: إن هذا مما يسع جهله، وقال أبو معاوية (رحمه الله): سمعنا أشياخنا يقولون - وقولنا تبع لهم -: إن القرآن كلام الله، وماديته، ونوره، وبيانه، ويقولون: إن الله خالق كل شيء، وما سواه مخلوق.
وقد كان هذا في عصر قد مضي، وتكلم فيه أقوام، وقالوا فيه: إن القرآن مخلوق، فرفع ذلك إلى مشايخ المسلمين، وكان قولهم ما وصفنا، فلم يبلغ ذلك عندهم براءة، ولا وقوفا، وكانوا عندهم على حالهم الأولي.
ونحن نكره انتشار هذا مخافة الفرقة، وضيق صدور المسلمين.
وقيل لأبي مروان: إن موسى بن على كان يقول: إن القرآن مخلوق، فقال أبو مروان: كذب من روي هذا عن موسى بن على؛ بل موسى بن على يقول: القرآن كلام الله، ولا يقول: القرآن مخلوق.
Shafi 157