============================================================
ب شا متهاج القاصدين وشفيد الصادهين آله(1) وأصحابه أهل اليقين والثقى والاستيقاظ، وعلى أزواجه المبرآت من قول كل جغظري (2) جواظ(2)، صلاة أتقي بها يوم البعث حر لظى وشواظ (4) نار وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ .
أما بعد: فإني رأيتك ايها المريد الصادق، الحازم العازم، قد وطنت نفسك على التخلي عن فضول الدنيا الشاغلة، وصممت على الانقطاع إلى الآخرة، علما منك أن مخالطة الخلق توجب التخليط، وإهمال المحاسبة للنفس أصل التفريط، وأن العمر إن لم يستدرك أدركه(5) الفوث، وأن مراحل الأنفاس تسرع بالراكب إلى منزل الموت.
فنظرت، أي أنيس من الكتب تستصحبه في خلوتك؟ وتستنطقه في حال صمتك؟ فإذا أنت تؤثر كتاب "إحياء علوم الدين"(1)، وتغلم انفراده عن جنسه، ونفاسته في نفسه، فأخبريك أن العلم مستند العمل، والمستند ينبغي أن يكون وثيقا.
وفي كتاب (الإحياء) آفاث لا يعلمها إلا العلماء، وأقلها الأحاديث الباطلة الموضوعة، والموقوفة، وقد جعلها مرفوعة(1)، وإنما نقلها كما اقتراها(2)، لا آنه افتراها فلا ينبغي التعبذ بحديث موضوع، ولا اغترار بلفظ مصنوع.
(1) سقطت من الأصل، واستدركت من المختصر.
(2) الجعظري: الفظ الغليظ المتكبر الجافي عن الموعظة، البطر الكفور. اللسان (جعظ): (3) الجواظ: الضخم الغليظ، المتكبر المختال، الكثير الكلام والجلبة في الشر، الفاجر الشرير الضجر البطر. اللسان (جوظ) .
4) الشواظ: لهب لا دخان فيه. اللسان (شوظ).
(5) في الأصل: "أدرك"، والمثبت من "المختصر".
() هو تأليف العلامة حجة الإسلام، أبي حامد محمد بن محمد الغزالي الطوسي، وكتابه (الإحياء) أصل هذا الكتاب الذي بين أيدينا، كما هو مبين في المقدمة.
(7) الحديث الموقوف هو: ما روي عن الصحابة رضي الله عنهم من أقوالهم أو أفعالهم، والحديث المرفوع هو: ما أضيف إلى رسول الله (إرشاد طلاب الحقاثق) ص75.
(8) اقتراها: أي نقلها قراءة كما رويت.
Shafi 6