============================================================
ربع العبادات ( الباب الأول، في فضيلة العلم والتعلم أخبرنا أبو حفص الكتاني، قال: حدثنا اليغوي، قال: حدثنا زهير بن حرب، قال: حدثنا محمد بن خازم، قال: حدثنا الأعمش، عن شمر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: إن الذي يعلم الناس الخير تستغفر له كل دابة حتى الحوت في البحر(1).
فإن قيل: ما وجه استغفار الحوت للمعلم؟ فالجواب: إن نفع العلم يعم كل شيء حتى الحوت، فإن العلماء عرفوا بالعلم ما يحل مما يحرم، وأوصوا بالإحسان إلى كل شيء، حتى إلى المذبوح والحوت، فألهم الله الكل الاستغفار لهم جزاء لحسن صنيعهم.
وقال معاذ بن جبل: تعلموا العلم، فإن تعلمه لله خشية، وطلبه عبادة، ومدارسته تسبيخ، والبحث عنه جهاد، وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة، وبذله لأهله قربة، وهو الأنس في الوحدة، والصاحب في الخلوة(2).
وقال كعب(3): أوحى الله تعالى إلى موسى بن عمران: أن تعلم يا موسى الخير، وعلمه الناس، فإني منود لمعلم الخير ومتعلمه في قبورهم، حتى لا يستوحشوا بمكانهم(4).
وقال عيسى عليه السلام: من تعلم وعلم وعمل، فذاك يدعى عظيما في ملكوت السماء(5).
(1) اخرجه أبو خيثمة في "العلم": (6). وقد صح الحديث بشواهده مرفوعا، أخرجه الترمذي (2685) من حديث أبي أمامة، وأخرجه الطبراني في "الأوسط": (1215) من حديث جابر وأخرجه أحمد 5/ 196، وأبو داود (3641)، والترمذي (2682)، وابن ماجه (223) من حديث أبي الدرداء.
(2) أخرجه ابن عبد البر في "جامع بيان العلم" 1/ 54 - 55.
(3) بعثي كعب بن ماتع الحميري، المشهور بكعب الأحبار، التابعي، أسلم زمن آبي بكر رضي الله عنه، وقدم المدينة زمن عمر رضي الله عنه، وتوفي زمن عثمان رضي الله عنه سنة 32 "الإصابة 5/ 147.
4) اخرجه ابن عبد البر في لجامع بيان العلم" 1/ 11.
(5) أخرجه أبو خيثمه في "العلم": (7)، والخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي وآداب
Shafi 31